تفسير سورة البـقرة (1) مدخـل إلى السّـورة
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فإنّ سورة البقرة هي السّورة الثّانية باعتبار ترتيب المصحف، وآياتها ستّ وثمانون ومائتا آية.
ولنا مباحث خمسة تتعلّق بهذه السّورة المباركة قبل الشّروع في تفسيرها.
المبحث الأوّل: في مناسبة مجيئها بعد سورة الفاتحة.
المبحث الثّاني: في كونها مكّية أو مدنيّة.
المبحث الثّالث: في اسمها من حيث إثباتُه واشتقاقُه ومعناه.
المبحث الرّابع: سبب تسميتها بهذا الاسم.
المبحث الخامس: هل ورد شيء في فضلها ؟
المبحث الأوّل: في مناسبة مجيئها بعد سورة الفاتحة.
من الجدير بالتّنبيه عليه تحت هذا المبحث هو أنّ سور القرآن جاءت على ترتيب محكم، وتناسق منسجم، ممّا جعل كثيرا من العلماء يربطون السّور بعضها ببعض.
هذا النّوع من العلم بديع جدّا، قال في شأنه الفخر الرّازي:" أكثر لطائف القرآن مودعةٌ في التّرتيبات والرّوابط "، وهذا ما يجعلنا نتحدّث عن ترتيب الآيات والسّور، أمّا:
* ترتيب الآيات:
فقد انعقد الإجماع على أنّ ترتيب الآيات توقيفيّ لا شبهة في ذلك، وممّن نقل الإجماع على ذلك الزّركشيّ في " البرهان في علوم القرآن " حيث قال رحمه الله:
ترتيب الآيات في سورها واقع بتوقيفه صلّى الله عليه وسلّم وأمرِه من غير خلاف في هذا بين المسلمين ".
وأيدّه السّيوطي في " الإتقان ".
ومستند هذا الإجماع سنّته صلّى الله عليه وسلّم العمليّة، فقد كان صلّى الله عليه وسلّم يقرأ السّورة من القرآن على وفق هذا التّرتيب، ومشى عليه أصحابه رضي الله عنهم.
ففي صحيح البخاري أنّ عبد الله بن الزّبير قال لعثمان بن عفّان رضي الله عنهم في قوله تعالى:{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} [البقرة: من الآية 240]: قد نسخها الآية الأخرى - يعني قوله تعالى:{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً} [البقرة: من الآية 234]- وهذه قبلها في التّلاوة، قال: فَلِمَ تَكْتُبُهَا ؟ فَقَالَ عُثْمَانُ رضي الله عنه: يَا ابْنَ أَخِي لاَ أُغَيِّرُ شَيْئاً مِنْهُ مِنْ مَكَانِهِ.
وروي الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والتّرمذي عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم مِمَّا تَنَزَّلُ عَلَيْهِ الْآيَاتُ، فَيَدْعُو بَعْضَ مَنْ كَانَ يَكْتُبُ لَهُ وَيَقُولُ لَهُ: (( ضَعْ هَذِهِ الْآيَةَ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا )) وَتَنْزِلُ عَلَيْهِ الْآيَةُ وَالْآيَتَانِ فَيَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ.
* ترتيب السّور:
أمّا ترتيب السّور على هذا النّحو الّذي نجده في المصحف فقد اختلف العلماء فيه على أقوال ثلاثة:
- القول الأوّل: مذهب الجمهور أنّه باجتهاد من الصّحابة رضي الله عنهم.
- القول الثّاني: أنّه توقيفيّ، لا من اجتهاد الصّحابة رضي الله عنهم.
وممّن ذهب إلى ذلك القاضي أبو بكر الباقلاّني، والبيهقيّ، والأنباريّ، والكرماني، والطّيبيّ، وابن الحصّار والسّيوطيّ رحمهم الله جميعا.
- القول الثّالث: أنّ كثيرا من السّور عُلِم ترتيبها في حياته صلّى الله عليه وسلّم، كالسّبع الطّوال، والحواميم، والمفصّل، وأنّ ما سوى ذلك يمكن أن يكون باجتهاد من الصّحابة،.
وهذا اختاره ابن عطيّة، وقوّاه أبو جعفر بن الزّبير، وقال الحافظ ابن حجر في " الفتح " (9/42):
" ترتيب بعض السّور على بعضها أو معظمها لا يمتنع أن يكون توقيفيّا، وإن كان بعضه من اجتهاد بعض الصّحابة ".
ويشهد لهذا القول ما رواه أحمد عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ[1]، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ[2]، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ[3]، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ[4] )).
والشّاهد أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يخبر عن المصحف على وفق التّرتيب المعهود لدينا.
وروى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ:" بَنُو إِسْرَائِيلَ - أي: الإسرءا- وَالْكَهْفُ وَمَرْيَمُ وَطه وَالأَنْبِيَاءُ هُنَّ مِنْ الْعِتَاقِ الأُوَلِ وَهُنَّ مِنْ تِلادِي " ( أي من قديم ما قرأته ).
* وإنّما لم نقل بوجوب التّرتيب بين كلّ السّور لاختلاف مصاحف بعض الصّحابة، كما في مواضع من " مجموع الفتاوى " منها (13/396)، و(22/353).
* ويؤيّد أنّ الترتيب بين أكثر سور القرآن كان توقيفيّا تلك المناسبات بين السّور.
وهي قسمان: واضح جليّ، منها:
- انتهاء سورة النّجم بقوله تعالى:{أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59)وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ(61) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62)}.
ثمّ قال في سورة القمر بعدها:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر:1]، حتّى انتهت بقوله تعالى:{فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر:55].
وبدأت سورة الرّحمن بعدها بقوله تعالى:{الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2)}.
- الرّبط بين سورتي الضّحى والشّرح.
- الرّبط بين الماعون والكوثر.
- الرّبط بين الفيل وقريش، حتّى إنّ ابن عبّاس رضي الله عنه كان لا يفصل بينهما.
ومن غير الواضح هو ما يتفطّن له أهل العلم:
- كتناسب سورتي النّحل والإسراء، فكلاهما نزل بمكّة أيّام اشتداد وطأة المشركين على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأتباعه، فجاء ذلك موافقا لأحداث سيرته صلّى الله عليه وسلّم.
فقبل سورة الإسراء كانت خواتيم سورة (النّحل) تسلّيه عمّا أصابه صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال تعالى:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل:120]..
ثمّ يأمره الله تعالى بالدّعوة إلى الله والصّبر عليها:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)}..
ثمّ أكرمه الله قائلا:
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء:1].
ومن هذا القبيل جاءت السّور الثّلاثة الأولى: الفاتحة، والبقرة وآل عمران، والمناسبة تظهر من أوجه ثلاثة:
1) تضمّنت الفاتحة الدّعاء بالهداية إلى الصّراط المستقيم، وهو صراط المنعم عليهم من النبيّين والصدّيقين والشّهداء والصّالحين، والتعوّذ من صراط المغضوب عليهم والضالّين، فناسب أن تليَها سورة البقرة تذكر صفات المنعَم عليهم وتبيّن نعوتهم، بأنّهم المتّقون المؤمنون بالغيب وغير ذلك، وتذكر صفات المغضوب عليهم وهم اليهود، وتتولّى سورة آل عمران بيان صفات الضّالّين من النّصارى.
2) في سورة البقرة تجد الحديث عن اليهود المغضوب عليهم بالتّفصيل، وفي سورة آل عمران تجدها أكثر تفصيلا في بيان حال النّصارى الضّالين.
وهذا ما يسمّى في علم البلاغة باللفّ والنّشر المرتّب.
وهذا مناسب جدّا أيضا للواقع، فإنّ التّوراة أصل والإنجيل فرع، والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم حين هاجر إلى المدينة دعا اليهود وجاهدهم، ولم يكن جهاده للنّصارى إلاّ في آخر الأمر.
3) تبيين الأحكام التي يتعبّد المسلم بها ربّه، فبعدما بيّنت الفاتحة أنّ سبب وجود الإنسان هو العبادة، وضمّنت الإقرار بوحدانيّة الله وألوهيّته وربوبيّته والالتجاء إليه بالثّبات على دين الإسلام والصّيانة من دين اليهود والنّصارى، جاءت سورة البقرة تذكر دعائم هذا الدّين وقواعده.
أمّا آل عمران فجاءت تدفع الشّبهات الّتي يوجّهها الخصوم، وبيان حكم من ترك المحكم البيّن واتّبع المتشابه.
المبحث الثّاني: في كونها مكّية أو مدنيّة.
قال ابن كثير رحمه الله: " والبقرة جميعها مدنيّة بلا خلاف، وهي من أوئل ما نزل بها - أي: بالمدينة- ..".
ولكنّ السّيوطيّ ذكر في " الإتقان " أنّ بعضهم استثنى آيتين:{فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا}، وآية:{لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ}، وذلك:
- لاعتقادهم أنّ العفو والصّفح إنّما كان بمكّة فقط.
- وأنّ الآية الثّانية نزلت في شأن أبي طالب.
والصّواب:
- أمّا آية العفو والصّفح: فإنّ العفو والصّفح يعمل به الحاكم المسلم وقت القوّة أيضا إذا رأى المصلحة في ذلك.
ثمّ إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم نزلت عليه هذه الآية في أوّل أيّامه بالمدينة وما كان ليواجه اليهود بالمحاربة في أوّل أيّامه.
ثمّ إنّه ليس بالضّرورة أن يؤمر بالعفو عن كفّار أهل الكتاب، بل إنّه مأمور بالعفو عن المنافقين، فقد روى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد أنّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم:
(( يَا سَعْدُ ! أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ ؟ )) - يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُبَيٍّ - قَالَ كَذَا وَكَذَا.
قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! اعْفُ عَنْهُ وَاصْفَحْ عَنْهُ، فَوَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ، لَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالْحَقِّ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ، ولَقَدْ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ عَلَى أَنْ يُتَوِّجُوهُ فَيُعَصِّبُوهُ بِالْعِصَابَةِ، فَلَمَّا أَبَى اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ، شَرِقَ بِذَلِكَ، فَذَلِكَ فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ.
فَعَفَا عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم، وَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَنْ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ كَمَا أَمَرَهُمْ اللَّهُ وَيَصْبِرُونَ عَلَى الْأَذَى، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:{وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} الْآيَةَ.. وَقَالَ اللَّهُ:{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ..
- أمّا آية {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} فسيأتي إن شاء الله بيان أنّها نزلت في المسلمين عندما أبوا أن يرضخوا لقراباتهم من المشركين، وليس في أبي طالب.
وإنّما نزل في أبي طالب آية أخرى، فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ الّذي نزل في أبي طالب قوله تعالى:{إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص:56].
فصحّ بذلك أنّ سورة البقرة كلّها مدنيّة، وكأنّ ابن كثير لم يعتبر هذا خلافا لضعفه، وكما قيل:
( ليس كلّ خلاف جاء معتبرا إلاّ خلاف له حظّ من النّظر )
ولقد ناسب نزول هذه السّورة واقع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقد دخل المدينة ليعيش جوذا جديدا ما عرفه من قبل: ليعيش مع طائفتين:
الأولى: هم أهل الكتاب من اليهود، الّذين يعدّون أخبث النّاس طويّة، وأسوأهم نيّة، وأقبحهم سريرة، وأفظعهم سيرة، وأنّه لا عهد لهم ولا أمان، وأنّهم لو آمن من أحبارهم عشرة فحسب لآمن اليهود جميعهم.
وذكر له ربّه سبحانه تلك الآيات الباهرات والمعجزات القاهرات الّتي ظهرت على أيدي أنبيائهم، ومع ذلك تولّوا وهم معرضون، وأنّهم قتلة الأنبياء، وأنّهم محرّفون للكتاب، كاتمون لأخبار رسل الله، وأنّهم يوالون أهل الشّرك والارتياب، وغير ذلك، فكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه الكرام على أتمّ استعداد للتصدّي لمكرهم، والصّمود أمام كفرهم.
الثّانية: طائفة تبطن الكفر وتُظهر الإسلام، ألا وهم المنافقون، فنزلت عليهم آيات تفضحهم كالبرق الخاطف، والرّعد القاصف، فكشفت عوراتهم، وفضحت مخطّطاتهم.
تنبيه: ينبغي أن يُستثنى من قول ابن كثير: " وهي من أوائل ما نزل بالمدينة " آيات جاء الدّليل على تأخّر نزولها، كآية الرّبا، وآية:{وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [البقرة:281]، فقد نزلت قبل وفاة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بثمانية أيّام.
والله أعلم وأعزّ وأكرم