بعد سماح الفيفا بالحجاب في الألعاب الأولمبية: أفراح وتهديدات !

أثار قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم، بالسماح بارتداء لاعبات كرة القدم المسلمات الحجاب في الملاعب، ردود أفعال واسعة على المستوى العالمي، ففي الوقت الذي استبشرت فيه الدول الإسلامية خيرا بإعلان القرار الخميس، من طرف هيئة "البورد" التي تسن قوانين كرة القدم في الهيئة الكروية العالمية، سارعت العديد من الأصوات في الغرب لشن حملة شرسة على "الفيفا" بسبب قبولها مقترح الأمير الأردني الحسين بن علي، نائب رئيس الفيفا، الذي دافع بشراسة عن ضرورة رفع الحظر المفروض على ارتداء الحجاب وإعادة صياغة القوانين بعد دراسة تقارير أعدها المسؤول الطبي في الفيفا.

وفي الوقت الذي هللت فيه الدول العربية والإسلامية، وحتى الأسيوية لقراررفع الحظر المفروض على الحجاب، هاجم حزب الجبهة الوطنية الفرنسي، الذي ترأسه مارين لوبان أمس الفيفا، وقال عضو المكتب السياسي للجبهة اريك دومار، أن القرار: "يكسر المبدأ الذي جعل من الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا، ملاذا محميا من كل مطالبة سياسية دينية". مضيفا "يفتح القرار الباب على كل نوع من المتطلبات التي لن يمتنع المتطرفون الإسلاميون عن طرحها". وكانت عدة جمعيات دولية وأوروبية أعربت عن عدم موافقتها على السماح بارتداء الحجاب في رسالة مفتوحة إلى رئيس الفيفا في ديسمبر الماضي.

وعكس ذلك تماما، أعربت الهولندية سيندي فان دن بريمن، مدربة إحدى الفرق النسائية في هولندا عن سعادتها لقرار الفيفا، وأوضحت أن القرار سيفسح المجال أمام المرأة المسلمة في دخول اللعبة الشعبية العالمية من بابها الكبير، وقد قامت سيندي التي تقول إنها عايشت ثقافة المسلمين بتصميم حجاب تتوفر فيه قواعد السلامة.

وانضمت الأمم المتحدة إلى الحملة الداعية لرفع الحظر عن الحجاب، وبعث ويلفريد ليمكه، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، لدعم الرياضة من أجل التطور والسلام، برسالة إلى رئيس الفيفا أعرب فيها عن الدعم لحقوق ارتداء اللاعبات غطاء الرأس، وكشف الأمير الأردني علي بن الحسين، أن قرار السماح للاعبات بارتداء الحجاب في منافسات كرة القدم، يعتبر "قرارا تاريخيًا". وتوجه أمس بالتهاني إلى جميع اللاعبات المسلمات.

وعلى المستوى الأسيوي أبدى الصيني جانغ جيلونغ، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ترحيبه بالقرار وقال أن رفع الحظر هو "القرار الصحيح" وأنه "خطوة في مواكبة العصر"، مضيفا "الحجاب رمز ثقافي أكثر منه ديني".

من جهة أخرى رحبت دول الخليج بقرار الفيفا، معتبرة أن ذلك يحفز ممارسة المرأة للعبة. فيما يرى مراقبون رياضيون أن قرار رفع المنع على الحجاب قد لا يكون له أثر بارز في دولة مثل السعودية، التي تمنع فيها ممارسة المرأة للرياضة في الأماكن العامة.

وسيخضع قرار رفع الحظر عن الحجاب لفترة تجربة، وستتم دارسة لون وشكل وطبيعة الحجاب خلال اجتماع الفيفا في نوفمبر المقبل في العاصمة الأسكتلندية غلاسكو.