موضوع "العلوم المزيف" يسقط البزناسية بكاء.. حسرة، توتر، وقلق، وسط المترشحين للبكالوريا، ليس على اختبار مادتي الفلسفة و العلوم الطبيعية لنهار أمس، وإنما على اختبار مادة الرياضيات الذي اجتازوه في اليوم الثاني من الامتحان، فلم يستطيعوا تجاوز ما أسموه "بالصدمة".. حين علّق البعض منهم بأنه أصعب موضوع منذ بكالوريا 2008، بالمقابل فقد تنفس آخرون الصعداء حين تبين لهم أن المواضيع لم تتسرب والموضوع الذي روّجه "البزناسية" ليس حقيقيا وإنما مزيف و فقط.. لنقف على مشاهد أخرى للمترشحين الأحرار الذين هم في الأصل "حاملو شهادات جامعية".. هدفهم ليس البكالوريا وإنما الحصول على الشهادة بتقدير ..
جولتنا في اليوم الثالث من امتحان شهادة البكالوريا، فضلنا أن تنطلق من خلية الامتحان بمديرية التربية للجزائر وسط، وهناك وقفنا على أجواء العمل بداخلها، أين وجدنا رئيسة الخلية في استقبالنا حيث سهلت مهامنا في دخول مراكز الإجراء، أين وجدنا الجميع منهمك في الرد على المكالمات الهاتفية وكل عضو بالخلية يتوفر على هاتفين ثابتين، اثنين لربط الإتصال مع المراكز، والتدخل بشكل فوري لحل المشاكل إن وجدت في الميدان.. وفي الجهة المقابلة للخلية أي عند المدخل الرئيس لها كانت تتواجد إحدى الموظفات المكلفة بتسجيل الغيابات سواء في وسط المترشحين أو المؤطرين .. بقينا هناك للحظات نترقب الأجواء غير أننا اضطررنا لمغادرة الخلية للتوجه إلى مراكز الامتحان ..
جرعة أوكسجين في العلوم والفلسفةفضّلنا أن تكون وجهتنا الأولى مركز الإجراء البجاوي في المدنية، الذي احتضن المترشحين النظاميين شعبة لغات، وهناك التقينا بالعديد من التلاميذ الذين وجدناهم يناقشون موضوع الفلسفة، وكل واحد منهم يحاول الدفاع عن أجاباته، هي لحظات معدودات لكنها بالنسبة لهم هي أطول أيام حياتهم خاصة وأن الأمر يتعلق بامتحان مصيري كالبكالوريا، اقتربنا من المترشحة "سناء.ك" التي لم يمر على مغادرتها المركز سوى بضع دقائق، فعوض أن تحدثنا عن موضوع مادة الفلسفة التي تعد أساسية ومعاملها 6، غير أنها راحت تحتج على اختبار مادة الرياضيات الذي وصفته بالمعقد والصعب ولم تتمكن حينها من الإجابة، في حين أضافت زميلتها "كانت آمالي كبيرة في نيل البكالوريا لكنها تبخرت مع اختبار الرياضيات"، حينها فضلنا التوجه إلى مجموعة أخرى من المترشحات اللواتي أخذن لأنفسهن زاوية في الظل بعيدا عن الأعين، اقتربنا منهن، ولما سألناهن عن مضمون مادة الفلسفة، أكدت سعيدة مرواني، أن الموضوع في العموم متوازن ومتوسط فليس بالسهل و لا بالصعب، لتتدخل زميلتها "من راجع دروسه طيلة سنة كاملة يمكنه الإجابة بطريقة سهلة"، غادرنا البجاوي في اتجاه محمد بوضياف الذي احتضن المترشحين الأحرار شعبة آداب وفلسفة ..
ساعة الحسم تأتي وجامعيون يبحثون عن " باك " بتقديروبمحمد بوضياف في المدنية، كانت لنا فرصة التقرب من المترشحين الأحرار، الذين لم يتوقفوا عن الحديث عن أسئلة اختبار مادة الرياضيات التي وصفوها بالصعبة، كيف وهم لا يزالون على وقع ما أسموه "بالصدمة"، فالجميع أراد توجيه رسالة إلى وزير التربية الوطنية، يخبرونه فيها بأن الأسئلة كانت صعبة جدا، مطالبين إياه بالتدخل لإنصافهم في عملية التصحيح لكي لا تضيع منهم "البكالوريا"، بحيث صرح "جمال.ث" بخصوص موضوع الفلسفة أنه في ورد في متناولهم.. ومن راجع دروسه بصفة جيدة فإنه فعلا سيضمن المعدل في المادة. ليضيف زميله قائلا: "والله كانت آمالي كبيرة في نيل الشهادة لكنها تبخرت وللأسف في امتحان الرياضيات الله يستر".. ليردف "اليوم الأول قد مر بردا وسلاما علينا لكن اليوم الثاني كان أطول وأمر يوم في حياتنا".. تركناهم يدردشون فيما بينهم لعلهم يخففون عن بعضهم البعض.. حينها دخلنا المركز وهناك التقينا برئيسة المركز السيدة مدور، التي أكدت لنا بأنه قد تم تسجيل 84 غيابا في وسط المترشحين من مجموع 300 مترشح، معلنة بأن أغلبهم جامعيون حاملون لشهادة ليسانس فهدفهم ليس فقط الحصول على الشهادة بقدر ما يرغبون في تحقيق البكالوريا بتقدير..
موضوع العلوم متوازن والفلسفة في متناول الجميع
غادرنا محمد بوضياف، في اتجاه مركز الإجراء "الأخويين حامية" في القبة، الذي احتضن المترشحين المتمدرسين شعبة علوم تجريبية، وهناك كانت لنا دردشة مع بعض المترشحين، الذين عبروا لنا عن استيائهم من موضوع الرياضيات، فلخصوا لنا البكالوريا في ثلاثة أيام.. وما شد انتباهنا هو تصريح المترشحة هاجر منان، التي تجتاز البكالوريا لأول مرة، والتي أكدت بأن اختبار الرياضيات يعد أصعب موضوع منذ سنة 2008، مؤكدة بأنها قد حلت كافة التمارين التي وردت في امتحانات السنوات الماضية، ولم تقف على موضوع أصعب مثل دورة 2012، لتتدخل زميلتها نسيمة زيتوني "بكل صراحة أسئلة العلوم وردت سهلة لكنها طويلة، ورغم ذلك فهي متوازنة ومتنوعة، قد تناولت الفصلين الأول والثاني و جزء بسيط من الفصل الثالث"، لتضيف زميلتهم الثالثة مريم رابية، "أولياؤنا دفعوا الملايين لأجل إنجاحنا وإذا لم نحصد النجاح سوف ننهار كلية.. فيارب لا تخيبنا .. لكن ورغم صعوبة الرياضيات غير أن اختبار العلوم في موضوعه الثاني قد ورد سهلا " .
التسريبات المزيّفة تسقط البزناسية وتلاميذ يتنفسون الصعداءلم نغادر مركز الأخويين حامية، اغتنمنا الفرصة للتقرب من أكبر عدد من المترشحين العلميين، للاستفسار منهم عن موضوع مادة العلوم الطبيعية، الذي ادعت بعض الأطراف بأنه قد تم تسريبه عشية الاختبار، حين قام بعض الانتهازيين بتروجيه وبيعه بمبالغ خيالية للتلاميذ الذين لا حول ولا قوة لهم سوى ضمان "النجاح" في البكالوريا، بحيث أوضح لنا المترشح محمد مجرب، الذي وجدناه جالسا رفقة زميله عند مدخل المركز، بأن الأكاذيب قد سقطت حين تبين لنا في الميدان بأن الموضوع الذي روجته بعض الأطراف على أنه "موضوع حقيقي" بأنه "مزيف" بنسبة 120 بالمائة، ليردف قائلا: "من الوهلة الأولى يتبين لك أنه نفس الرسم، لكن عندما تركز جيدا فيه يتضح جليا أن الرسم ليس نفس الرسم وليست نفس الأسئلة على اعتبار أن الأسئلة المزيّفة تناولت "المناعة الخلوية" على نقيض ما تناولته الأسئلة الصحيحة