قال الفنان التونسي صابر الرباعي إنه سيسجل أغنية "الغنا حالي" التي كان من المفترض أن يؤديها في ديو مع الراحلة وردة الجزائرية، لكن الموت غيبها يوم الخميس 17 مايو/أيار الجاري عن عمر يناهز 73 عاما في القاهرة. وقال إنه سيعطيها وعدا بأن تكون حاضرة في الذكرى الأربعين لوفاتها ليؤديها لروحها الطاهرة. وتأسف صابر الرباعي على رحيل عملاقة من عمالقة الفن العربي الأصيل، وقال -في تصريحات لبرنامج "وداعا وردة" مساء السبت 19 مايو/أيار الجاري على التلفزيون الجزائري بحضور المخرج اللبناني عبد الحليم كركلا- إنه كان يتمنى أن يتحقق الديو الغنائي مع أميرة الطرب العربي الراحلة وردة، لكن الموت غيبها بشكل مفاجئ.
وأضاف المطرب التونسي: "عملي الفني مع وردة لم ير النور، لكن هذا حكم الله ويجب أن نرضى به، والأغنية التي كنت سأغنيها مع وردتنا الراحلة، سأغنيها لتكون حاضرة بمناسبة ذكرى الأربعين يوما لوفاتها". وتابع الرباعي: "وهذا وعد لها ولمحبيها جميعا في الجزائر والوطن العربي".
وقال الرباعي: "لقد فقدنا مدرسة في الطرب العربي لا يمكن أن تتكرر، وستبقى روحها خالدة وسيتعلم منها أجيال وأجيال من الفنانين". وأضاف: "كما علمت لأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة لا تكون وردة الجزائرية حاضرة للاحتفال بهذه الذكرى، ونحن نترحم على روحها الطاهرة الزكية".
وكتب الشاعر هاني عبد الكريم كلمات أغنية "الغنا حالي" وهى دويتو غنائي كان من المفروض أن يجمع المطربة الراحلة وردة الجزائرية والمطرب صابر الرباعي والأغنية من ألحان صابر الرباعي وتوزيع المايسترو طارق عاكف، وكان ينتظر أن يتم تسجيلها في القاهرة.
وبحسب الرباعي فإن "هذه الأغنية كانت ستطرح كسينجل وتظهر فيها الراحلة وردة وهو بشخصيتيهما الحقيقية، حيث يغنيان كلمات وألحانا تصف أحاسيسهم تجاه بعضهما كمطربين، فيغني صابر لقيمة وعظمة الراحلة وردة كفنانة وتغني وردة لصابر عن أنه فنان من الزمن الجميل.. زمن العمالقة ويقول مطلع الأغنية، والذي يبدأها صابر الرباعي: طول عمري وأنا بحلم يبقى الغنا حالي.. أفرح أغني أحزن أغني.. راحتي في موالي قد ما اتمنيت وحلمت بيه ولقيت.. إيه أجمل من النهارده جنبك بغني يا وردة".
وردة لم تلحق "أبطال القدر"
من جهته، قال المخرج والفنان اللبناني عبد الحليم كركلا، بأنه بوفاة وردة الجزائرية فإن "كسوفا حصل فوق فضاء الوطن العربي، تأثرت به كل الأمة العربية". وتابع: "لقد كانت وردة الجزائرية تسحر الجمهور وهي ليست ملكا للجزائر فحسب بل لكل العرب، ووردة أصبحت تسكن الذاكرة وهي في حد ذاتها أسلوب في الغناء، وسيكون هناك أجيال يغنون وردة".
وكشف كركلا بأنه كان قد اتصل بالراحلة وردة لتظهر في آخر العمل الملحمي الذي ينظم بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، وقد وافقت على العمل الذي كان سيجوب كلا من الجزائر العاصمة ووهران وباتنة وقسنطينة، واشترطت بأنها يجب أن تزور بالعمل مسقط رأسها مدينة سوق أهراس بالشرق الجزائري. ويحمل العمل الملحمي الضخم اسم "أبطال القدر" وكان من المفروض أن تغني فيه وردة في آخر العمل.
ووريت أميرة الطرب العربي -وردة الجزائرية بعد ظهر السبت 19 مايو/أيار- الثرى بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة، وسط هستيريا وبكاء وزغاريد دوت المقبرة، والمعجبون بوردة يهتفون بآخر ما غنت "ما زال واقفين".
كان جثمان الراحلة وردة الجزائرية وصل إلى القاعة الشرفية بالمطار الدولي هواري بومدين، مساء الجمعة 18 مايو/أيار الجاري، قادما من القاهرة في طائرة عسكرية، بعد أن وافتها المنية الخميس عن عمر يناهز73 عاما في العاصمة المصرية القاهرة.