بن تركي لـ''النهار'': ''آخر أمنيتها كانت زيارة مدينة سوق أهراس'' ؟ أعزّ ما تحتفظ به وردة عندما قال لها جمال عبد الناصر ''أهلا بالجزائر''
غنت ''نداء الضمير''.. ''كلنا جميلات''.. ''وطني الأكبر''.. ''عدنا إليك يا جزائرنا - الحبيبة''... فعادت في صندوق ولم تشارك في خمسينيات الاستقلالانتقلت، أول أمس، إلى جوار ربّها أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية، إثر أزمة قلبية بمنزلها في القاهرة، عن عمر يناهز الـ73 سنة، ونزل خبر وفاة أميرة الطرب العربي الفنانة وردة الجزائرية كالصاعقة على محبّيها وجمهورها في الوطن العربي وكانت جريدة ''النهار'' أول من نشرت الخبر بعدما اتصل بنا نجلها رياض قصري الذي لم يصدّق الخبر وهو يعلنه لنا من مطار الجزائر متوجّها إلى القاهرة.وقد وفّرت الحكومة الجزائرية ممثلة في رئيسها السيد عبد العزيز بوتفليقة، طائرة خاصة لنقل جثمان الراحلة من القاهرة إلى الجزائر وستشيّع جنازتها ظهر اليوم السبت بمقبرة الشهداء بالعالية بالجزائر العاصمة بحضور عدد كبير من الفنانين العرب والمسؤولين والشخصيات الرسمية.
ولادة في فرنسا لكنّها عشقت الغناء الشرقي على الرغم من أنها ولدت في فرنسا، إلا أنها كانت مولعة بالفن الشرقي منذ الصغر، وضعت اللبنانية نفيسة يمّوت يوم 22 جويلية من عام 1939 بباريس، طفلة بهية الطلعة كانت تريد أن تطلق عليها اسم ''حورحات'' لكن والدها محمد فتوكي رفض وأطلق عليها اسم وردة، فكانت أجمل وردة على الاطلاق، عاشت دفء الأغنية العربية صاحبة ''أسال دموع عينيا'' و''حكايتي مع الزمان''.. ''وحشتوني''.. ''في يوم وليلة'' و''بتونّس بيك''، في مطعم والدها بباريس والذي كان يتردّد عليه رواد الأغنية العربية، فريد الأطرش والجاموسي ومحمد عبد الوهاب.غنّت للجزائر ''نداء الضمير''، ''جميلة كلّنا جميلات'' و''عيد الكرامة '' و''واد الصومام'' و''إليادة الجزائر''، وطلب منها الرئيس الرئيس الراحل هواري بومدين العودة للغناء في الذكرى العاشرة للثورة سنة 1972 فعادت وغنّت ''عدنا إليك يا جزائرنا الحبيبة''، لكن هذه المرّة عادت محمولة على الأكتاف، مغطّاة بالعلم الوطني الذي كثيرا ما احتضنته وقبّلته وكانت تحتفظ به في غرفتها في القاهرة.
فارقت وردة الحياة جسدا، عن عمر يناهز 73 سنة، وهي في بيتها بالقاهرة على سريرها، وهي التي كانت تستعّد لتصوير أغنية للجزائر بمناسبة الخمسينيات.
أول وآخر ما غنّت وردة الجزائرية كان للجزائرعاشت وردة الجزائرية في عائلة ثورية، حيث كان مطعم والدها ''التام تام'' بباريس، معقل الثوار الجزائريين والمغاربة ومخبأ أسلحتهم وذخيرتهم، واستغلّ والدها نقلات ابنته الصغرى في البلدان العربية وكان يحمّلها رسائل الثوار للزعماء العرب حتى تفطّن لهم العدو الغاشم وأغلق لهم المطعم واعتقل الجميع، ولما عادت وردة إلى باريس، طلب منها شقيقها الأكبر حميد، مغادرة التراب الفرنسي بأقصى سرعة لأنها مطلوبة من قبل الجيش الفرنسي، فعادت وعائلتها إلى بيروت عند عائلة والدتها.بدأت وردة حياتها الفنية بالأغاني الثورية والوطنية نظرا للظروف التي كانت تعيشها الجزائر في الخمسينات، فغنت ''نداء الضمير'' و''جميلة كلنا جميلات'' و''أنا من الجزائر.. أنا عربية''، ''يا مروّح للبلاد سلملّي عليهم''، وشاركت في 6591في أوبرات ''وطني الأكبر''، من تلحين محمد عبد الوهاب رفقة كوكبة من نجوم الغناء العربي آنذاك منهم عبد الحليم حافظ وشادية ونحاة الصغيرة وصباح وغيرهم، كما غنّت ''عيد الكرامة'' و''واد الصومام'' و''بلادي أحبك''.انقطعت عن الفن 01سنوات بطلب من زوجها العسكري جمال قصري، ثم عادت بطلب من الرئيس الراحل الهواري بومدين في الذكرى العاشرة لاندلاع الثورة، وغنّت ''عدنا إليك يا جزائرنا الحبيبة''.. لكن هذه المرّة عادت وردتنا محمّلة على الأكتاف في صندوق بعدما فارقت الحياة إثر أزمة قلبية في بيتها في القاهرة، وربما هي الصدفة، لأن أول ما غنّت وردة كان للجزائر وآخر ما سجّلت إشهار شركة نجمة للجزائر كذلك.
قالت.. أعرف أنني محبوبة في الجزائر قالت وردة الجزائرية إنها محبوبة في الجزائر وحتى لو أنها تقول السلام عليكم وتخرج من القاعة الجمهور سيصفق لها ويحبّها، أنا في بلادي لا أخاف وأحضر من دون حساب عكس البلدان الأخرى التي أزورها.
الرئيس بوتفليقة يقلّدها وسام الأثير أعلى وسام للدولةقلّد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المطربة الراحلة وردة الجزائرية سنه 2004 بوسام الأثير وهو أعلى وسام في الدولة، وكان ذلك بمناسبة الذكرى الخمسين لاندلاع الثورة، بعدما شاركت في أوبرات بالقاعة البيضاوية حضرها الرئيس بوتفليقة.
''تعذّبت بعد ابتعادي عن عائلتي وأولادي من أجل الفن''في كل مرة كانت تقول وردة إنها تعذّبت كثيرا في الفترة التي ابتعدت فيها عن أولادها لكونها انفصلت عن زوجها الذي لم يوافق على مواصلتها الغناء، وعانت وردة كثيرا لأنها لم تكن تستطيع الاختيار بين أولادها رياض ووداد وفنّها الذي عشقته كثيرا وهي في سن السادسة في باريس، وقالت وردة في الكثير من المناسبات، ''شاركت في مسلسل ''أوراق الورد'' و''حكايتي مع الزمان'' لأنهما يشبهان قصة حياتي الحقيقة بعدما حُرمت من أولادي والعذاب الذي كنت أعيشه آنذاك.
إنسانة مرحة جدّا وتحب النكت والجلوس معها ممتعالذي يعرف وردة عن قرب، يعرف أنها إنسانة مرحة جدّا وتحب وتجيد النكت، وفي آخر لقاء لجريدة ''النهار'' مع المطربة الكبيرة وردة الجزائرية في بيتها بالعاصمة الجزائر، كانت الجلسة ممتعة جدا، حيث تبادلنا فيها أطراف الحديث أكثر من ساعتين على الرغم من أن رياض حدّد لنا وقتا لا يتعدّى 20 دقيقة مع والدته وردة، قضينا مع وردة أكثر من ساعتين من دون أن نشعر بالوقت وكانت متواضعة جدّا، وجدّ طيبة، حتى أنها قدمت لنا الشاي والحلويات بيدها، وفي آخر اتصال لنا بها منذ أسبوع، ولما سألناها عن جديدها، ردّت، ''أنت ديما مقلقة، غادي نرجع للجزائر هذا الأسبوع ونتحدّث عن الجديد والمفاجآة، وفعلا اتصل رياض بنا لإخبارنا بوفاتها، وكانت فعلا مفاجأة كبيرة.
تحبّ الأكل.. خاصة الكسكس على الطريقة الجزائرية والشربة والبوراكوردة إنسانة تحب الأكل كثيرا، وكما قالت لنا في لقائنا معها، إنها عكس كل المطربات اللواتي يحافظن على رشاقة جسمهن ويبتعدن عن الأكل، كما قالت إنها إنسانة تحب الأكل والأكل البلدي مثل الملوخية بالفراخ والكسكس الجزائري بكل أنواعه وكذلك الشربة والبوراك.. وهي كلها تحضّرها بيدها، وقد تصادف يوم كان لنا لقاء معها، أنها طبخت ''الكرشة''، أو ما يعرف بـ''الدوارة'' لابنها رياض، كما قالت إنها على الرغم من إصابتها بمرض السكري إلا أنها تحب الحلويات كثيرا وتتناول البقلاوة الجزائرية باستمرار.
أنا لست ممثلة فاشلة لهذه الدرجة هناك الكثير من الفنانات أضعف منيفي كل مرة كانت المطربة وردة الجزائرية رحمها الله تعترف أنها ممثلة متواضعة لكنها ليست فاشلة بالدرجة التي تتحدّث عنها الصحافة المصرية، كما قالت إنها مطربة كبيرة وصوتها جميل باعتراف أكبر الملحّنين وعلى رأسهم محمد عبد الوهاب.
أنجبت رياض ووداد من زوجها وأنجبت من بليغ أنجح أعمالها الفنية
أنجبت المطربة الكبيرة وردة الجزائرية ولدين رياض ووداد، وكانا أغلى ما لديها في هذه الدنيا قبل أن تنجب وداد، دلال ورياض اللذان أصبحا أغلى شيء في حياتها وكانت دائما تقول، إن أعز من الولد ولد الولد، وقد عانت وردة كثيرا من بعدها عن ولديها اللذين كانا يعيشان مع والدهما في الجزائر وهي في القاهرة، وكانت لا تفوّت أي مناسبة للحضور إلى الجزائر، خاصة في شهر رمضان الذي كانت تقضيه كله في الجزائر.
غنّت للحب وللعشــّـــــاق وللوطن.. غنّت للجزائر ومصر ولبنانعُرفت وردة بانتمائها لكل البلدان العربية، حيث غنّت للجزائر ومصر التي عاشت فيها سنوات طويلة قبل أن تقرّر الاستقرار في الجزائر، وغنّت للبنان ''لبنان الحب''، التي احتضنتها وعائلتها في الخمسينات عندما هربوا من الاستعمار الفرنسي الذي كان يلاحق عائلتها الثورية، وغنت لليبيا وللعراق ومصر ''على الرباب أغني''.
قال شارل أزنافور عن وردة: ''لوغنت بالفرنسية لزاحمت بيام وازنفور في الأغنية الفرنسيةوقال شارل أزنافور المطرب الفرنسي الكبير الذي تربطه علاقة طيبة جدا مع وردة، إنها من أجمل الأصوات التي غنّت بالفرنسية، خاصة عندما أدّت ''الأوراق الميتة''، لايف مونتون وبعض الأغاني للمطربة الراحلة إيديت بياف.
آخر ما غنّت ''اللي ضاع من عمري''وكان آخر أعمالها، ألبوم ''اللي ضاع من عمري''، نهاية 2011 من إنتاج شركة روتانا للصوتيات والمرئيات، وضمّ الألبوم 6 أغاني، هي ''وعد'' و''يا واحشني'' و''اللي كان'' و''عدت سنة'' و''اللي ضاع من عمري'' و''أمل''.
أغنية ''الزمن دا مش زماني'' وكأن وردة كانت تعلم بنهايتهاسجّلت منذ أشهر قليلة أغنية من النوع الخليجي مع المطرب السعودي عبادي الجوهر أغنية ''الزمن دا مش زماني''، وكأنها كانت تشعر بقرب نهايتها رحمها الله.
شاركت في العديد من الأفلام ومسرحية واحدةشاركت وردة الجزائرية فى العديد من الأفلام منها، ''ألمظ وعبده الحامولى'' مع رشدى أباظة، و''آه يا ليل يا زمان'' وفيلم ''أميرة العرب'' و''حكايتى مع الزمان''، وكذلك مع حسن يوسف فى فيلم ''صوت الحب''، وغنّت فيه العيون السود وأغنية ''مالي''، وأغنية مستحيل واشترونى وفرحانة، وكان أول أفلامها السينمائية بعد عودتها من الجزائر، كما شاركت في ٣ مسلسلات، ''الواد الكبير'' و''أوراق الورد'' و''آن الآوان'' الذي كان يحكي قصة حياتها وحرمانها من أولادها، وكذا مسرحية ''تمر حنّة'' التي كانت جميلة جدا على الرغم من أنها لم تنتشر كثيرا ومسرحية واحدة.
نقرأ تــاريخ الأغنيـــــــــة العربية من خلال وردةقال الفنان اللبناني الكبير وديع الصافي، إن تاريخ الأغنية العربية نقرأه من خلال وردة الجزائرية، نظرا لما أعطته للفن العربي عموما، حيث غنّت بكل اللهجات العربية كان آخرها أغنية من النوع الخليجي بعنوان ''الزمن دا مش زماني''، وكأنها كانت تدرك بأنها سوف تغادرنا بهذه السرعة.
محمد عبد الوهـــاب: ''صوت وردة فيـــــه فرح''
وقال عميد الموسيقيين العرب محمد عبد الوهاب عندما سئل عن صوت وردة الصغيرة في بداية الستينات، أن صوتها فيه فرح والناس ملّت من صوت أم كلثوم القوي والصارم.
أغير من أي لحن جــميل ولا يوجد أي فنان لا يغار
قالت وردة الجزائرية في أحد حواراتها، إنها لا تستحي عندما تعترف بغيرتها في الميدان الفني وقالت إن الفنان الذي لا يغار ليس فنانا.
العـالم العربي يُــــعزّي الجزائر في فقدان وردة الجزائرية
رؤساء بلدان عربية كثيرة وزعماء ومسؤولون، قدّموا تعازيهم للدولة الجزائرية بعد فقدان واحدة ممن صنعوا تاريخ الجزائر في ميدانها الفني، وسجّلت تاريخ الأغنية الجزائرية والعربية بأحرف من ذهب، حيث عدّ عمرو موسى وفاة المطربة وردة الجزائرية، خسارة كبيرة للساحة الفنية العربية.
زكية محمد: ''سقطت آخر ورقة من شجرة العمالقة''
أما الفنانة الجزائرية زكية محمد، فكانت أول واحدة تتّصل لتقديم تعازيها وقالت إن آخر ورقة من زمن العمالقة سقطت، وبوفاة وردة تخسر الساحة العربية الفنية صوتا جميلا وآداء رائعا.
حسيبـــة عمـــروش: ''لن نجـد وردة أخرى''
من جهتها عبّرت المطربة حسيبة عمروش عن أسفها ولم تصدّق الخبر حتى اتصلت بـ''النهار''، لتتأكد، وقالت إن العالم العربي سوف لن يجد وردة أخرى حتى بعد زمن طويل، خسرناك يا وردة لكننا سنتمتّع بأغانيك مدى الدهر.
فلــة عبابسة: ''شكرا لك لأنـك أسعدتينا''
قالت فلة عباسة، إنها لم تصدّق بعد ولن تستيقظ من الصدمة بعد سماعها خبر وفاة أميرة الطرب العربي، التي كانت تحب الجزائر كثيرا، خسرنا واحدة ممن صنعوا أفراح الجزائر في كل الظروف.
بن تركي: ''آخر لقاء معها قالت إن أمنيتها زيارة سوق أهراس''
قال مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام القريب جدا من الراحلة، إنه التقى وردة في آخر زيارة لها للجزائر، وتحدّث معها عن مشاركتها في حفل الخمسينيات الذي يشرف عليه الديوان، ووافقت وردة لكنها طلبت زيارة مدينة والدها سوق أهراس، لأن العمل الذي كانت ستشارك فيه يجوب عددا من الولايات، وطبعا وافقت، وكانت ستزور مدينة والدها لكن القدر كان أسرع ''رحمها الله''.
المطربـــة سلوى عرفت وردة وحزينة على فقدانها
من جهتها قدّمت المطربة سلوى تعازيها القلبية للشعب الجزائري وقالت إنها عرفت الفقيدة عن قرب وكانت إنسانة مرحة جدا وتحب النكت كثيرا وبفقدانها تخسر الساحة الفنية الجزائرية واحدة من أعمدتها
فنــّانو العــالم العربي ينعون وردةوقع خبر رحيل وردة الجزائرية كالصاعقة على المطربين، وسارع كثيرون إلى نعيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب عمرو دياب عبر حسابه على تويتر، ''إنّا لله وإنا إليه راجعون، خالص عزائي بوفاة الفنانة وردة، وللفقيدة الرحمة وللأسرة الصبر والسلوان''.
أما شيرين عبد الوهاب، فقد توجّهت إلى منزل المطربة الراحلة فور علمها بالخبر لتقديم واجب العزاء لأسرتها، وقرّرت إعلان الحداد عبر صفحتها على فايس بوك.
ونعى تامر حسني الفنانة الكبيرة عبر صفحته كاتب:
''إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، نتقدّم بأحر التعازي القلبية لأسرة وجمهور الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية رحمها الله''.
ونعت أصالة الفنانة وردة عبر صفحتها على فايس بوك قائلة: ''الله يرحمك يا حبيبتي، إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون، نسألكم الدعاء''..
وكتبت إليسا على حسابها على تويتر: ''فلترقد روح وردة العظيمة بسلام، واحدة من أعظم أساطير العصر، أسطورتك ستعيش من خلال موسيقاك في قلبي إلى الأبد''.
بينما كتبت هيفاء وهبي: ''أنا في حيرة من الكلمات، فقد توفيت أسطورة وسيدة الفن، الله يرحمها، أرقدي بسلام''.
وكتب سامو زين: ''فقدت الأمة العربية والعالم أمّا ومدرسة لنا جميعا، رحمك الله يا وردة وجعل مسكنك الجنة، الله يرحمك وإنا لله وإنا اليه راجعون''.
حملت في نعش يحمل الرايتين الجزائرية والمصرية : وردة تصل الجزائر على متن رحلة خاصة من القاهرةوصل جثمان أميرة الطرب العربي السيدة وردة الجزائرية الى مطار هواري بومدين في حدود الساعة التاسعة ليلا حيث كان في استقبالها عائلتها ووزيرة الثقافة خليدة تومي وعدد من وزراء الطاقم الحكومي إلى جانب المدير العام للديوان الوطني للثقافة والفنون لخضر بن تركي والمدير العام لشركة نجمة للاتصالات جوزيف جد و عدد غفير من الفنانين والإعلاميين ومحبي وعشاق الفنانة. بعد أزيد من ثلاثة ساعات من التأخر حطت طائرة الفنانة القديرة وردة الجزائرية في آخر رحلة لها من القاهرة حيث تقيم، إلى الجزائر البلد الذي تعتز به وفضلت أن تحمل اسمه بدلا من اسم عائلتها اعتزازا بانتمائها إليه، هي الرحلة الأخيرة التي تقلها الأميرة وردة بين القاهرة والجزائر المدينتين اللتين طالما أحبتهما، ومباشرة بعد نزول النعش عمت أجواء من الحزن بين المشيعين من كبار المسؤولين والعائلة الفنية وساد هدوء رهيب بين المئات ممن جاءوا لاستقبال الأميرة، قبل أن تقطع الهدوء زغاريد نسوة حضرن إلى المطار، زغاريد جزائرية طالما طلبتها الفنانة وهي على ركح المسارح الجزائرية، من النسوة الحاضرات، وعكس الاهانة التي تعرض لها نعش الفقيدة بمطار القاهرة بعد حملها على متن رافعة سارع الحضور من الشخصيات وأعوان الحماية المدنية لحمل النعش على أكتاف جزائرية عرفنا لما قدمته هذه السيدة للفن والتراث الجزائري. ومباشرة بعد ذلك وضع النعش في سيارة إسعاف التي توسطت موكبا كبيرا من السيارات التي رافقت الفقيدة إلى مسكنها بإقامة الدولة بنادي الصنوبر البحري بالعاصمة، حيث خصصت إدارة إقامة الدولة كل الوسائل الضرورية لاستقبال جموع المشيعين من العائلة وكبار المسؤولين وحتى عشاق المطربة، وعمت أجواء من الحزن بالمنزل وسط تلاوة القرآن طيلة الليل، بمجلس العزاء الذي عرف حضور شخصيات من السلك الدبلوماسي والحركة الثورية التي ساندتها الفنانة خلال الثورة التحريرية.