لفكرة الاولى التي يزرعها كل الاباء والامهات في ابنائهم هي مقاومة حب النفس أو حب الذات، ويرونها هي العنصر الاكثر أهمية في التربية،
وكثيرا ما تسمعين الامهات يقلن "انا وضعت اطفالي أولا" "أضع عائلتي قبل نفسي"، لذلك وليشهد التاريخ والعالم أن الاباء كانوا مخطئين فحب النفس فرض على الانسان، وفرضته جميع الاديان السماوية.
فللنفس حق على الانسان، ويجب أن يعطيها حقها بل وتأتي في المقام الاول قبل تلبية أحتياجات الاخرين، وهذه لا تدعى انانية أو حب النفس بأي حال من الاحوال ، فحب النفس الصحي يجعلك تشعرين بالسلام مع نفسك، ولا تشعرين بالضعف عند ابداء الاخرين رأيهم فيك، وتقدير الذات نوع من حب النفس الجيد والمستحب، ويبعد عنك السلوك غير الجيد أو الاندفاع في الرغبة، لتشعري أنك محبوبة من الاخرين.
والتضحية بالوقت والجهد اتجاه الاولاد والعائلة لا يعني بالمرة أهمال الذات أو حب النفس، بل على العكس الانسان الذي يقوم بأهمال نفسه ويضحي بكل شيء اتجاه من يحب، هو في الغالب أنسان يحب أن يشعر بالشفقة على نفسه، وينتظر هذا الأمر من المحيطين به، وقد يصاب بصدمة كبرى عند عدم اظهار التقدير الكامل لما بذل من مجهود أو تضحية كما يراها اتجاه المحيطين به.
الشعور بالرضا عن النفس:
الكثير قد لا يشعر بالرضا عن نفسه نتيجة سلوك معين أو فعل قام به، وقد يرغب في التكفير عن هذا الامر بالتضحية في سبيل الاخرين، والقيام بكافة الاعمال التي قد لا يستطيع انجازها فعلا، مما يسبب سلسلة من عدم الرضا عن النفس، وهنا يجب أن يقف الانسان وقفة مع نفسه، وان يستطيع أن يغفر لنفسه حتى يستطيع الاستمرار والوصول إلى التوازن النفسي مع نفسه ليشعر بسلام وراحة نفسية.
السلام النفسي ينعكس على علاقتك مع من حولك:
حب النفس المحمود هو أن تؤدي إلى نفسك حقها من الظهور بمظهر جيد، والاهتمام بالصحة والثقافة، وتخصيص وقت للتأمل ومراجعة النفس، وايضا الاهتمام بالواجبات المعقولة التي في امكان الشخص العادي، وليس تكليف النفس فوق طاقتها، فالمولى عزوجل سبحانه لا يكلف النفس إلا وسعها، وهذا الامر يضفي راحة نفسية للانسان مما ينعكس على علاقته بالمحيطين به من أبناء وزوج، وحتى في العمل وفي علاقته مع ربه.
والان:
هل جربت أن تسامحي نفسك وتغفري لها؟
حاولي أن تحبي نفسك بالطريقة الصحيحة، وانتظري النتيجة.
هل تخافين أن توصفي بالانانية؟
هل ترين من حولك يتصفون بالانانية؟
لاتنسو الردود
تحياتي