دعا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أبناء الاستقلال لتحمل الأمانة وصونها والحفاظ على عهد الشهداء وعدم تركها لمن يعلب بها، وقال أن "جيله طاب جنانو" وردّدها مرات عديدة، مضيفا "لا يكلف الله إلا وسعها"، و"عاش من عرف قدر نفسه".
وذهب بوتفليقة أمس، في الخطاب الذي ألقاه بالقاعة متعددة الرياضات بملعب 8 ماي 1945 بمناسبة الذكرى الـ67 لمجازر ماي 1945، إلى القول أن الشعب الذي ضحى في حرب أهلية، لا بد له من معرفة أنه على كل شيء قدير بعد الله سبحانه .
وقال بوتفليقة، بعد 50 سنة من الاستقلال يجب أن نهدي أكاليل الزهور للمجاهدين، ونقول لهم انتهى دوركم في تسيير البلاد، على أن لا نعرضهم للحقرة، معترفا بمسؤولية النظام في عدم تدريسه للتاريخ الحقيقي للشباب، وقال إن الشباب لا يعرفون رموز الجزائر من المجاهدين والشهداء، وهذا ليس من مسؤوليتهم، داعيا إلى إعادة كتابة التاريخ الجزائري بشكل صحيح. وشدد على ضرورة حماية الهوية الوطنية ومعرفة من نكون حتى لا نكون غدا لغيرنا، مؤكدا على أن أسس البناء سليمة. ودعا الرئيس بوتفليقة، إلى مصالحة وطنية أعمق مما هي عليه، مشددا على أن الدولة لا تتحاور بالعنف ولا مع أصحاب العنف. وأعاب الرئيس على الأصوات التي تنتقد منجزات النظام الحاكم منذ الاستقلال، مضيفا: "يقولون 50 سنة وأنتم تحكمون ماذا عملتم؟"، قبل أن يضيف "لقد عملنا الكثير، ومن يريد يحاسبنا نحن على استعداد للحساب، لقد علمنا من كان غير متعلم وعالجنا من كان لا يعالج، ووفرنا السكن..".
علاقات صداقة مع فرنسا
وأضاف الرئيس بوتفليقة، أن الدولة الجزائرية المستقلة وبروح متسامية ورؤية مستقبلية منذ 50 سنة عملت على إقامة علاقات صداقة وتعاون مع دول العالم، وفي مقدمة ذلك الدولة الفرنسية، على أساس المصالح المشتركة إيمانا منها بجعل البحر المتوسط فضاء سلام وخيرا مشتركا بين شعوب المنطقة، متطلعة إلى نظام دولي أكثر إنصافا وتضامنا وتسامحا. ودعا الرئيس بوتفليقة، إلى المشاركة المكثفة في الانتخابات التشريعية التي ستجرى الخميس، وقال إن البلاد على أعتاب مرحلة مفصلية لا خيار فيها إلا النجاح، معتبرا الانتخاب بمثابة الأمانة العظمى، معبرا عن أمله في أن يكون النجاح في مستوى الرهانات المعقودة على الانتخابات.
الدعوة إلى المشاركة القوية في الانتخابات
وناشد الرئيس الشعب، الخروج بشكل حاشد للمشاركة في الانتخابات والتعبير بشكل حر، لأن الانتخابات التي ستجرى غد الخميس ستكون مغايرة لسابقاتها من حيث الضمانات من قضاء، وإدارة محايدة، ،صحافة حرة ومراقبين أجانب، مما يتيح انتخاب مجلس وطني سليم التركيبة، يكفل حق المشاركة للجميع بما فيها الأحزاب الجديدة من أجل مراجعة الدستور لمواكبة تحولات المجتمع ومواصلة الإصلاحات.
وأوضح بوتفليقة، أن 50 سنة من الاستقلال مرت بالنسبة لجيله مثل رمشة عين، مخاطبا الشباب بقوله "إن المستقبل لكم وعليكم التصدي لمن يتربص بالجزائر"، مشيرا إلى أن المرحلة مفتوحة على إفرازات العولمة الكاسحة، معتبرا الانتخابات القادمة بمثابة اختبار لمصداقية البلاد ومحطة فاعلة في مسار الإصلاحات، مشددا على ضرورة المشاركة القوية "وفاءا للشهداء ولكل الذين اقتلعوا من أراضيهم وماتوا جوعا وقهرا ومرضا أو آحرقوا في المغارات أو تم دفنهم أحياءا، ووفاءا للذين ماتوا حتى تبقى الجمهورية واقفة". وقال الرئيس: "أخاطبكم لأنكم قادرون على رفع التحدي، أنتم الذين تعرفون ما يحيط بالبلاد من مخاطر معقدة، عليكم أن تبرزوا للعالم وجه الجزائريين، مستجيبين لنداء الوطن كما خرج الشعب قبل 67 سنة للاحتفال بالانتصار على النازية". ودعا الرئيس كل الشرائح إلى التعبير عن اختيارها الحر في انتخاب ممثليها في أي اتجاه أو انتماء، مضيفا أن حزبه معروف ولا غبار عليه، بدون ذكره لجبهة التحرير الوطني، "ولكن أقول لكم صوتوا على من ترونه أفضل"، مضيفا إن جودة النصوص التشريعية والتنظيمية ليسا غاية في حد ذاتها ولكن الهدف هو التطبيق السليم للإصلاحات والقوانين من قبل الفاعلين من أجل تشكيل مؤسسات دستورية غير مطعون في مصداقيتها.
كواليس الزيارة
ـ استغل رئيس الجمهورية مناسبة زيارته إلى سطيف ليهنئ سكان المنطقة لفوز الوفاق بكأس الجمهورية وقال: "لقد سعدت كثيرا لما شاهدتكم تفرحون يوم فاز الوفاق بالكأس"، وأكد رئيس الجمهورية "أن الوفاق جدير بالتقدير والعرفان بعد فوزه بالكأس الثامنة والفائز الأكبر هو الكرة الجزائرية".
- اعتبر رئيس الجمهورية ولاية سطيف قطبا اقتصاديا وثقافيا وجامعيا يجسد الاصلاحات التي باشرتها الدولة.
- دعا الرئيس الحضور إلى التصفيق، وقال سامحوني، لكن التصفيق يشجعني، وهي العبارة التي لاقت صداها في القاعة التي لم تتوقف عن التصفيق لعدة دقائق.
- كما ألح على إحدى الحاضرات أن تزغرد، فقال زغردي جعلها الله بردا وسلاما على قلوبكم وقلوبنا.
- قطع رئيس الجمهورية خطابه خلال حديثه عن شهداء مجازر 8 ماي 45 ودعا الحضور بنفسه إلى دقيقة صمت ترحما على كافة الشهداء وهي الخرجة التي لم يسبق للرئيس أن فعلها في أي مناسبة سابقة.
- أكد رئيس الجمهورية خلال كلمته عن الانتخابات ان انتماءه السياسي معروف لا غبار عليه، ودوري تشجيع المواطنين على الانتخاب وليس شرح برامج الأحزاب.
- قال الرئيس بصريح العبارة "إن جيلي طاب جنانه"، و"لا يكلف الله نفسا إلا وسعها"، و"عاش من عرف قدره" في إشارة الى أن جيل الثورة أدى دوره ولا مكان له الآن في تسيير البلاد.
- لكن بالمقابل دعا الرئيس إلى عدم حڤرة آبائنا وأجدادنا، بل ينبغي أن نحترمهم ونعظم تضحياتهم.
- عبر الرئيس عن ضرورة تسليم المشعل للشباب بالاستعانة بالمثل الشعبي القائل: "في الرأس رڤصات كثيرة لكن الرجلين ما ڤدوها".
- تفاعل السطايفية مع خطاب الرئيس وقاطعوه أكثر من مرة للتعبير عن هذا الحب مثلما عبر عن ذلك أحد الحضور الذي صرخ بأعلى صوته "سكان سطيف يحبونك"، وهي الصرخة التي أعجب بها الرئيس واهتزت لها القاعة.
- وجه رئيس الجمهورية نصيحته للشباب على طريقة الأب الحنون، فقال "ردو بالكم يا أولادي حافظوا على امانة الجزائر ولا تتركوها".
- عبر الرئيس عن استغرابه لكون بعض الشباب لا يعرفون الرئيس الأول احمد بن بلة، وتأسف لذلك كثيرا، داعيا الشباب إلى قراءة التاريخ ومعرفة رجال الجزائر الأبطال كعميروش والحواس وعبان رمضان وكريم بلقاسم ولطفي.