"حتى بعد أن فزنا وسجلت انتقدوني وبحثوا لي عن أبسط الأمور"
"حتى حليلوزيتش لم يفهم تحامل الصحافة علي"
"قررت الاعتزال منذ شهر"
"سأغادر ولكني لست غاضبا ولا حاقدا"
"من أجل الجزائر عانيت الكثير من المشاكل في باستيا وبوخوم حتى أجرتي عُلّقت"
"خليفتي سيختاره المدرب"
"أجمل ذكرياتي هو صافرة النهاية في أم درمان"
"تهمني مهنة التدريب مستقبلا"
"لا يمكنني أن أرفض شيئا لبلدي"
"التحدي المقبل بالنسبة لي، هو العودة إلى البوندسليڤا مع كايزرسلاوترن"
"أشكر كل من عاش معي في المنتخب الوطني"
"الصورة التي تحدث عنها ڤاواوي أخذت في واد العار ولازلت أحتفظ بها لحد الآن"
فاجأ عنتر يحيى الجميع من خلال قراره الاعتزال دوليا، بعد أن أكد أنه أصبح يرى أنه يجب ألا يواصل اللعب مع "الخضر"، قرار عنتر يحيى صنع الحدث أول أمس وكان غالبا على نهائي كأس الجمهورية وحتى على "الداربي" يوم أمس، وقد أثار الكثير من ردود الأفعال ولحد الساعة الكثير من التعليقات تتحدث عن توقف قائد "الخضر" عن اللعب دوليا وهو لازال في سن الـ 30، عنتر يحيى في هذا الحوار يعود للأسباب التي جعلته يتخذ هذا القرار.
- إعلان اعتزالك اللعب دوليا صنع الحدث مؤخرا، سواء بالنسبة لوسائل الإعلام أو بالنسبة للأنصار، ما هو شعورك هذا الصباح (الحوار أجري صباح أمس) وأنت ترى كل تلك ردود الفعل؟
-- ردود الفعل أوضحت أن الناس تفهّمتني وتفهمت قراري، لقد أثر في ذلك وأسعدني كثيرا أن أقرأ كل تلك التصريحات والتعليقات، وهو ما يؤكد أيضا أني نزيه وأعطيت كل ما عندي ولم يسبق لي أن غششت، كنت دائما أحاول أن أعطي أقصى ما عندي.
- ما لم يفهمه الناس هو توقيت قرار اعتزالك، في العادة اللاعبون يعلنون اعتزالهم الدولي بعد لقاء ما، أو بعد مشاركة دولية، بالمقابل أنت أعلنت اعتزالك قبل شهر عن موعد 3 مواجهات حاسمة بالنسبة للمنتخب، كان من الممكن أن تنتظر مرور هذه اللقاءات، أو المشاركة في كأس إفريقيا قبل أن تعلن اعتزالك.
-- الانتظار لا يناسبني وليس جيدا بالنسبة لي، ففلسفتي كانت دائما الإسراع في القيام بالأمور، لما حان وقت الاحتفالية بخمسينية "الفاف" قراري كان قد تم منذ فترة، وأعتقد أنه في وقت ما يجب أن تعرف أين تذهب، وهذا جيد من أجل المنتخب ككل، لأنه سيجعل الجدد يتحملون المسؤولية أكثر، يجب ألا ننسى أيضا أن هذا القرار جاء بعد بداية جيدة في تصفيات كأس إفريقيا 2013.
- بداية قوية كانت بفوز كنت مساهما فيه بشكل كبير بتسجيلك هدفا...
-- نعم، ولكن كانت هناك أيضا انتقادات غير منطقية ومجانية في حقي، خاصة أنها جاءت بعد فوز حققناه خارج الديار، ولكن ليس هذا ما أثّر في قراري فقط، أريد أن أقول إنه توجد بعض وسائل الإعلام لا تكون موضوعية ولا منطقية، وبكل صراحة "عياتني".
- هل يمكن القول إن الانتقادات التي طالتك من الصحافة جعلتك تعيد تفكيرك؟
-- من المؤكد أنها أثرت في كثيرا، وهو أمر مفهوم، فلما تعود بفوز من خارج القواعد وتلعب بشكل جيد بل وحتى تسجل هدفا، وتجد أنهم يبحثون لك عن أبسط الأمور، بعدها يأتيك وقت تقول إن ذلك ليس ما تبحث عنه، أنا كنت دائما فخورا بجزائريتي وكانت لدي علاقة نزيهة مع المنتخب وعلاقة حب مع كل أنصار "الخضر"... وجدت أنه حان وقت الرحيل.
- المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش صرح في آخر ندوة صحفية عقدها بأنك ومجيد بوڤرة لديكما مكان لا نقاش فيه في المنتخب، وهو ما يوضح أنه يضع ثقته فيك.
-- هذا أكيد، وأؤكد أنه ليس لدي أي مشكل مع الناخب الوطني، لدي علاقة مميزة معه، بدليل أنه كان حزينا للغاية بقرار اعتزالي، فنحن رجلان نحترم بعضنا كثيرا وكل واحد منا يحب الآخر ويقدّره، هو أيضا لم يفهم تحامل وسائل الإعلام علي، في بعض الأوقات يجب ترك الناس تعمل في هدوء وانتقادهم في الوقت المناسب، نعرف أننا في مهنة فيها انتقادات، ويجب أن تكون كذلك، ولكن ليس مجانا وفي كل وقت.
- قرارك جاء في وقت حساس ومهم تزامن مع خمسينية "الفاف"، حيث تسلّمت ميدالية استحقاق من طرف رئيس الفدرالية ورئيس الاتحادية الدولية لكرة القدم "بلاتير"، ولكن متى اتخذت هذا القرار بالضبط؟
-- كان هذا قبل شهر تقريبا.
- هل تنتظر الالتقاء مع حليلوزيتش من أجل ترسيم هذا القرار؟
-- لا، لقد تحدثت مع المدرب عبر الهاتف، واتفقنا على ترسيم الأمر خلال احتفال "الفاف" بخمسين سنة من تأسيسها، وقد احترموا قراري، من الجميل أن تفكر الاتحادية والمدرب في تكريمي بهذه المناسبة، وإعلان اعتزالي في مناسبة مماثلة.
- ما الذي قاله لك حليلوزيتش لما علم بقرارك وأنك قررت الاعتزال دون تراجع؟
-- كل ما يمكن أن يعرفه الجمهور فيما يتعلق بما قيل في حديثي مع حليلوزيتش قد قيل ونشر، وفيما يتعلق بما قيل بيننا كرجلين سيبقى بيننا، أعرف جيدا أن المدرب يعطي أهمية كبيرة لهذا وأنا كذلك.
- وبالتالي، هذا الحديث سيبقى بينكما...
-- كل شخص منا يحترم الآخر، وبالتالي كل ما قيل سيبقى بيننا.
- قبل يومين فقط قمنا بحوار مع مجاني، أكد فيه أنه تحت تصرف المنتخب الوطني سواء كان من أجل اللعب أساسيا أو في الاحتياط، وأكد أنه يرى أنه يوجد من يستحقون مكانة أساسية أكثر منه، هذا يؤكد أنه يوجد احترام كبير بين اللاعبين...
-- كان هناك دائما احترام شديد بين اللاعبين وحتى مع المدربين، أغتنم هذه الفرصة لكي أشكر كل اللاعبين والمدربين الذين اشتغلت معهم في المنتخب، وأيضا كل الأطباء والمكلفين بالعتاد... باختصار كل الناس الذين سبق لي العمل معهم في صفوف "الخضر"، أشكرهم جميعا، أتمنى أن أكون قد تعاملت معهم بالطريقة اللازمة مثلما تعاملوا معي كما يجب.
- بعد أن قررت الاعتزال، من هو اللاعب الذي ترى أنه سيكون خليفتك، ليس فقط في محور الدفاع، بل حتى في قيادة الفريق، بما أنك كنت قائدا حقيقيا لـ "الخضر"؟
-- أنت تعرفني جيدا، لست أنا من يستطيع القيام بمثل هذه الأمور، هذا عبارة عن قرار يجب أن يتخذه المدرب، يجب أن نحترم هذا الأمر، يجب فقط أن يتحلى بالرغبة في اللعب، المدرب هو الذي يجب أن يفكر فيه، ليست لدي أي رغبة في أن أجرح شخصا ما، هناك الكثير من اللاعبين المهمين بالنسبة لمستقبل الجزائر، وما عليهم سوى إعطاء كل ما عندهم من أجل الحصول على فرصتهم.
- لو نلخص مسيرتك الكروية مع "الخضر"، مشاركتان في كأس أمم إفريقيا، واحدة في كأس العالم، هدف تاريخي في أم درمان، أوقات مميزة في الفوز أمام كوت ديفوار، مصر على مرتين.
-- مصر في 3 مرات...
- نعم، مصر في 3 مرات، تعادل أمام الكاميرون، هدف أمام الأرجنتين، مقابلة مع بلاتير الذي سلمك ميدالية استحقاق... هل تعتقد أنه كان لديك مشوار دولي جيد؟
-- بطبيعة الحال، سأرحل لا غاضبا ولا حاقدا، سأذهب وأنا كلي فخر لأني خدمت الجزائر وسعيد للغاية لأني تمكنت من اللعب لبلدي.
- بعض الألسنة الطويلة أكدت أنك قررت الاعتزال لكي تبقى في خدمة فريقك وتتفادى المشاركة في كأس إفريقيا 2013، بماذا تجيبها؟
-- أعتقد أنه يجب عدم إعطاء أهمية لهذا الحديث، فأدائي مع النادي ليس أمامي بل تركته ورائي بما أني في نهاية مسيرتي الكروية، وتضحياتي من أجل المنتخب الوطني قمت بها منذ فترة ومنذ سن مبكرة ففي سن الـ 20 كنت أضحي من أجل "الخضر"، فقد ذهبت إلى كأس إفريقيا ودخلت في مشكل مع بوخوم، كنت قائدا للفريق وكان علي أن أحارب من أجل استعادة مكاني فيما بعد.
- الآن بعد أن اعتزلت، حان الوقت لكي يعرف الناس بعض الحقائق عن تضحياتك من أجل المنتخب، مثل ما حدث لك بعد أن تعرضت لإصابة مع المنتخب الوطني، وهو ما جعل بوخوم يوقف راتبك الشهري.
-- نعم هذا صحيح، لقد قمت بهذه التضحية حبا في بلدي، ولم أكن أريد أن يعرفها الناس، الآن يمكنك أن تقول ذلك عاديا، لأني قمت بهذا من أجل بلدي، فخياري بالتضحية من أجل الجزائر قمت به مبكرا، ولما كنت في باستيا سنة 2004 ذهبت إلى "الكان" وشاركت فيها ضد رغبة فريقي، كنت دائما أختار المنتخب قبل كل شيء.
- هناك دون شك الكثير من الصور الجميلة التي تملأ ذاكرتك فيما يتعلق بمشوارك الدولي، لو نطلب منك اختيار لحظة واحدة راسخة في ذهنك، ما هي؟
-- بكل صراحة، صافرة النهاية في الخرطوم.
- أليس الهدف الذي سجّلته والذي أهل المنتخب إلى كأس العالم؟
-- لا، أحتفظ أكثر بالفرحة الشديدة التي غمرت الجميع مباشرة بعد صافرة النهاية.
- الآن بعد أن اتخذت هذا القرار، لو يعرض عليك أن تعمل مع الطاقم الفني، أو تشغل منصبا في التنسيق مع الشبان الدوليين وتأطيرهم، أو مهمة مشابهة، هل ستقبل بذلك؟
-- مثلما قلت لك، حبا للجزائر ورغبة في خدمة بلدي، سأقبل دائما بالتضحية، كنت دائما ألبي دعوة بلدي وسأقوم بالأمر نفسه دوما، ومهما كانت المهمة التي سيطلبونها مني سأقوم بها من أجل بلدي وحبا لها، الآن لا يمكن أن نعرف ما الذي يخبئه لنا المستقبل ولكن إن احتاجني بلدي سأكون دائما جاهزا.
- وتؤكد أنك ستواصل لعب كرة القدم؟
-- نعم بطبيعة الحال، لازال لدي عقد بـ 3 سنوات مع فريقي كيزرسلاوترن، وسأقوم بكل ما أستطيع لكي أعود للبوندسليڤا الموسم المقبل، بالنسبة لي سيكون هذا تحديا جميلا ومهما.
- في وقت سابق، كنت قد عبرت لنا عن رغبتك في التحول إلى مهنة التدريب، هل يمكن أن تؤكده الآن، خاصة أن الكثير يرون أنك تملك المؤهلات لذلك؟
-- (يضحك)، أمر يشرفني أن يرى البعض أني أملك الإمكانات لذلك، الأكيد هو أن هذا الأمر يهمّني كثيرا، فأنا أحب كرة القدم ولكن الوقت لازال مبكرا لذلك، حاليا، سأحاول أن أستمتع بالوقت الذي بقي لي في البوندسليڤا أو القسم الثاني الألماني، وبعدها سنرى.
- اتصلنا بالعديد من اللاعبين من أجل الحديث عن قرار اعتزالك، وقد أجمع الكل على الاعتراف بحبك الشديد للجزائر والاعتراف بكل ما قدّمته لها، هل تأثرت بما قيل عنك؟
-- هذه الشهادات أثرت في كثيرا، وذهبت مباشرة إلى القلب، أغتنم الفرصة من أجل تحيّة الجميع، تحية كل ما عاشوا معي في المنتخب، اللاعبين، المربين، المدربين، أعضاء الاتحادية... جميعا أقول لهم شكرا جزيلا على السنوات الجميلة التي قضيناها مع بعض والتي سادها الاحترام والصداقة.
- واقي الساق الذي يحمل صورة والدك وهو يحمل "الفوشي"، هل لازالت بحوزتك؟
-- نعم بطبيعة الحال.
- الوناس ڤاواوي هو الذي أخبرنا...
-- إنها صورة أخذت في مسقط رأس والدي، بواد العار قريبا من سدراتة، الصورة أخذناها مع بعض، وهي تعني لي الكثير، حيث تجولنا في هذه المنطقة التي نشأ فيها والدي والتي عاش فيها شبابه، يجب أن تكون "الوناس" لكي تتمكن من قص هذه القصة (يضحك)، ففي كل مرة يبقى ينظر إلى واقي الساق الخاص بي.
- الأمر لا يتعلق بوداع، بما أنه من الممكن جدا أن نشاهدك يوما ما على كرسي الاحتياط... هل يمكن أن تتوجه بكلمة للجمهور الجزائري؟
-- صراحة، ما يمكنني قوله هو إنني أحبه جميعا، ولهذا السبب اخترت أن أرحل بهذه الطريقة، فقد حاولت دائما أن يبقى الاحترام سائدا بيننا، وأقول له إن حبي ليس له حدود.
لاعبو المنتخب اتصلوا بعنتر وتأسفوا لقراره
كغيرهم من الجزائريين، تأثر لاعبو المنتخب الوطني الحاليون لقرار عنتر يحيى الذي أكد أنه اعتزل كرة القدم دوليا، حيث علمنا من مصدر مقرب منه أن العديد من اللاعبين اتصلوا به هاتفيا، أغلبهم كان متأثرا للقرار، وقد حاول بعضهم أن يقنعوه بالتراجع عما قرره لأنه لا يزال صغيرا، لكن عنتر الذي فرح كثيرا لمساندة زملائه له أكد أنه اتخذ القرار وانتهى الأمر ولا مجال للعودة إلى الخلف لأن ذلك جاء بعد تفكير طويل، وهو ما زاد من حزن اللاعبين ذلك أنهم فقدوا ركيزة هامة في المنتخب.