خرجت لجنة العقوبات التابعة للرابطة الوطنية لكرة القدم أول أمس الإثنين، بعد مداولة مع الفريق المتضرر الذي قدم إدانات وملف ضد مولودية سعيدة برر به الأحداث التي وقعت عشية لقاء المولودية المحلية أمام اتحاد العاصمة السبت الماضي لرسم الجولة 25 من الرابطة المحترفة الأولى، بعقوبات جاءت على الشكل التالي...
لعب ثماني لقاءات بدون جمهور وخارج سعيدة عن بعد لا يقل عن 200 كلم.
- تغريم الفريق بمبلغ 200.000 دج
- معاقبة مدرب الحراس ڨميدي بفصله سنتين عن ممارسة كرة القدم
ولم يفهم متتبعو الشأن الكروي بمدينة سعيدة وكذا أنصار الفريق سبب غياب الرئيس محمد الخالدي عن اجتماع لجنة الانضباط والعقوبات أول أمس الاثنين، والتي تم من خلالها إدانة المولودية بنسبة كبيرة وكأن الفريق العاصمي بريء بصفة كاملة. من جهة أخرى، أعرب العديد من الأنصار الذين التقيناهم عن أسفهم عما جرى وعن العقوبات القاسية التي سلطتها لجنة العقوبات، والتي رأوا أنها غير عادلة وقاسية جدا، وفي الوقت نفسه لم يفهموا سبب غياب رئيس الفريق لكي يدافع عن حق النادي.
الخالدي: "عقوبات قاسية خاصة عقوبة مدرب الحراس"
وفور صدور العقوبات التي أصدرتها لجنة العقوبات على فريق مولودية سعيدة، جمعنا اتصال هاتفي مع رئيس الفريق الحاج محمد الخالدي الذي اعتبر العقوبة قاسية جدا على فريقه الذي لا حول له ولا قوة بعد الأحداث التي صدرت، والتي كانت خارجة عن نطاق الفريق لأن ما حدث كان بعد 90 دقيقة، وبالتالي فالعقوبات جد قاسية على فريق مولودية سعيدة على حد تعبير محدثنا.
ڨميدي: "كنت ضحية تبرير الحكم زواوي لأخطائه"
عبر مساعد المدرب ڨميدي عن استيائه الكبير وتعجبه من القرار المتخذ في حقه واعتبره مجحفا، خاصة أن العقوبة شملته وحده والتي بموجبها سيغيب لمدة عامين عن مزاولة نشاطه الرياضي، واعتبر أنه كان كبش فداء لتسليط أقصى عقوبة عليه، مؤكدا أنه لم يقم بتصرفات مشينة تجاه أي طرف سواء الحكام أو لاعبي الفريق الضيف وكل ما كان أنه عبر بطريقة سلمي، وقد أكد أنه عاتب الحكم على إضافته ثماني دقائق كاملة مما أدى إلى وقوع عمليات شغب كبيرة كان يمكن أن يتفاداها. وحسب مساعد المدرب ڨميدي، فإن الحكم زواوي هو السبب الرئيسي لكل الأحداث التي وقعت، داعيا في الأخير أعضاء المكتب المسير إلى ضرورة التحرك قصد الطعن في قرار لجنة العقوبات، واختتم المدرب ڨميدي أن مسؤوليته في العارضة الفنية للفريق تتطلب منه أن يكون مربيا، وأضاف أنه طيلة مشواره الطويل لم يتعرض لأدنى عقوبة، مستطردا في الأخير أنه يأمل ويطالب لجنة الانضباط أن تعيد النظر في قضية عقوبته التي لم تستند إلى أدلة قاطعة غير التقرير الذي رفعه حكم المواجهة الماضية، وهو (أي الحكم) السبب المباشر في وقوع هده الانزلاقات التي كان يمكن أن يتفاداها لو قام باحترام الوقت القانوني للمباراة. وأكد المدرب ڨميدي الذي يتواجد في حالة معنوية سيئة نتيجة القرار الأخير، أنه حتى مسيرو الاتحاد عبروا عن اندهاشهم الكبير من القرار المتخذ من لجنة العقوبات بخصوص المدرب، وهو ما يكشف كل شيء.
الإدارة تطعن في قرار الرابطة
تقدمت إدارة مولودية سعيدة بطعن رسمي في قرار لجنة العقوبات والقاضي بحرمان الفريق من أنصاره وميدانه لثماني جولات كاملة سيجري خلالها الفريق مبارياته خارج مدينة سعيدة، وقد يمتد هذا إلى غاية الموسم المقبل الذي لم يتحدد فيه مستقبل الفريق بعد. ومن جهة أخرى، يطالب المسيرون بمعاقبة لاعبي اتحاد العاصمة بما أن هناك دلائل تدين بعضهم، خاصة الاحتياطيين الذين اعتدوا على مصور الفريق موفق وتسببوا له في كسر على مستوى الساق.
استياء المسيرين من "الحملة الشرسة التي تعرض لها الفريق"
أبدى مسيرو فريق المولودية عن رفضهم التام للحملة الشرسة التي قام ويقوم بهام مسيرو الاتحاد وتسخيرهم وسائل إعلام ثقيلة بحكم نفوذهم الكبير، وخير دليل هو أن الجميع صار يتحدث على فريق المولودية وينعته بأبشع الصفات والعبارات، وهو ما قد يدفع إلى استمرار هذه الموجة الكبيرة من العنف في مختلف الملاعب وعلى جميع المستويات. ويضيف المسيرون أن لا أحد من مسيري الاتحاد ذكر الاستفزازات الكبيرة التي قام بها بعض اللاعبين خاصة الدوليين منهم، وهذا لرشقهم الأنصار فريق المولودية واستفزازهم ببعض الأفعال المشينة والتي أججت الوضع في الملعب. ويذكر مسيري المولودية أن إقدام النادي العاصمي على جلب أعوان أمن خاصين بالنادي وإصرارهم على الدخول بقوة إلى الملعب أضاف مشكلا آخر للمنظمين على مستوى الملعب، وندد مسيري المولودية ببعض القنوات الإعلامية التي استهدفت تاريخ النادي واغتنمت الفرصة لتشويه صورة النادي وتحريض الجميع على الإساءة له، مضيفين أن العنف لم يبدأ في ملعب سعيدة ولن ينتهي بعد تسليط هذه العقوبات الشديدة التي كانت لطرف واحد دون سواه، طالما أن هناك مسؤولين في أعلى مستوى يضغطون على الهيئات المسيرة لاتخاذ قرارات على المقاس تخدم فرقا دون سواها.
محمد مسعادي (رئيس لجنة الأنصار): "نرفض العقوبات لأنها سابقة خطيرة"
رفض رئيس لجنة أنصار مولودية سعيدة قرار لجنة العقوبات الصادر مؤخرا، والقاضي بحرمان الفريق من ميدانه وأنصارة لثماني مواجهات كاملة، معربا عن تعجبه الشديد من هذا القرار واعتبره سابقة لم تحدث من قبل رغم أن العديد من المواجهات حملت الكثير من أشكال العنف. وأضاف أن إدارة الاتحاد فرضت ضغطا كبيرا على لجنة العقوبات وشدد على غضب الأنصار من بعض الوسائل الإعلام- الثقيلة منها- على عدم الالتزام بالموضوعية في طرحها للقضية، وهذا باستضافتها للطرف الوحيد في القضية، معتبرين هذا تحيزا مفضوحا لإدارة الاتحاد. من جهة أخرى، تعجب رئيس لجنة الأنصار من عدم معاقبة الحكم زواوى رغم أنه السبب المباشر في الأحداث، وكذلك الأمر بالنسبة للاعبين خاصة الدوليين منهم أمثال لموشية، الذي كان يثير الأنصار بتصرفاته الاستفزازية واللاأخلاقية التي زادت الأمور تعقيدا، واختتم مسعادي تصريحه قائلا: "لقد أصدرت لجنة الأنصار بيانا تؤكد فيه رفضها الحملة المنظمة والشرسة التي تشنها بعض الأطراف، وقد لقي البيان صدى إيجابيا من جميع الفاعلين في سعيدة بما فيهم المواطنين العادين... هذه القرارات ستزيد من تعقيد الأمور، فالعنف لم يولد في سعيدة ولم ينته في سعيدة بتواصل هذه الأساليب في معالجة الأمور".
-------------------------
بيان جمعية أنصار مولودية سعيدة
نددت جمعية أنصار مولودية سعيدة بالعقوبات القاسية التي أصدرتها لجنة العقوبات التابعة للرابطة الوطنية لكرة القدم فيما يخص معاقبة الفريق، والتي تعد سابقة في تاريخ الكرة الجزائرية بعدما تعرض الفريق للإقصاء بـ 8 مقابلات من دون جمهور وخارج قواعده، إضافة إلى 20 مليون سنيم ومعاقبة مدرب الحراس ڨميدي بالإقصاء لسنتين و10 ملايين سنتيم. كما تساءل الأنصار عن عدم معاقبة لاعبي اتحاد العاصمة، على غرار اللاعب الدولي خالد لموشية الذي قام باستفزاز الأنصار- رفقة بعض زملائه- بألفاظ بذيئة والرشق بالحجارة، الأمر الذي دفع إلى تأجيج الوضع وسخط الأنصار، إضافة إلى التحكيم السيئ الذي له سوابق مع الفريق ولم يتعرض إلى أي عقوبة، خاصة أنه كان السبب الرئيسي للأحداث التي وقعت بعد إضافته ثلاث دقائق بعد الثمانية التي أضافها بعد نهاية الوقت الرسمي بشهادة محافظ اللقاء. ومن جهة أخرى، تتأسف لجنة الأنصار على الحملة الشرسة التي سخرت فيها إدارة الإتحاد بعض وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية، والتي أضرت بمواطني مدينة سعيدة معنويا، مطالبين في الأخير بتخفيف العقوبة التي لا يتحمل مسؤوليتها جميع الأنصار الذين كانوا يعدون من أحسن المناصرين.