أفضل 20 فيلما مبني على أحداث واقعية

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

لطالما كانت السينما انعكاسا للحياة الواقعية, فكل مخرج يضع في عمله رؤيته للامور, و طريقة تفكيره في الأمور الحياتية, و زوايا معاينته لكل المشاكل و التحديات. مما يمنح العمل طابعا مميزا و يجعلك تعيش تجارب مميزة, تنعكس على حياتك الخاصة و تتعلم من تجارب الاخرين رغم كونها خيالية الا أنها تلامس واقعك المعيش, لكن ماذا لو كانت تلك الأحداث و الشخصيات حقيقية و من عالمنا المعيش, حينها فأنت مع وجبة سينمائية حياتية دسمة, فرصة نادرة لكي تتعلم عن الحياة ما استغرق البعض منهم العمر كله, فما عاشه فرد و أهم ما تعلمه في ستين سنة قد تستوعبه و تتعلم منه في ساعتين أو ما نحو ذلك.
في موضوعي هذا, سأضع لكم لائحة بها 20 فيلما مبنية أحداثها على سير أشخاص اما رموز ثقافية, رياضية, سياسية او اجتماعية, أحداث أو مغامرات حقيقية, ماسي أو بطولات,حوادث او حكايات ناس خانتهم الدنيا فزادهم ذلك اصرار, أعمال مميزة للغاية تستحق المتابعة.

Into The Wild 2007

عمل يمكن اعتباره واحدا من أفضل الأفلام في اللائحة,القصة هي حول شاب اسمه كريستوفر, متخرج حديثا من جامعة ايموري و شلب متفوق في دراسته و رياضي موهوب,يقرر أن لا يعيش بعد الان قلقا و منتظرا و مترقبا, لذا يقوم باعطاء كامل حسابه البنكي الذي يبلغ 24 ألف دولار الى جمعية خيرية و يسافر الى ألاسكا للعيش في البرية , و أثناء رحلته يلتقي بالكثير من الناس الذين سيشكلون تركيبة حياته.مع العلم ان شخصية كريستوفر حقيقية, اسمه الكامل كريستوفر جونسون مكاندليس مغامر أمريكي, كان يلقب ب'أيكسندر سوبرستامب', حيث سافر في أبريل سنة 1992 الى براري ألاسكا بدون مؤونة كافية,أو تجهيزات مناسبة لسفره. سبب ترحاله هو أن الحياة العصرية خنقته و لم يعجبه ذلك الترقب و العمل و ما تتطلبه الحياة العصرية الخ و أراد العيش بعض الوقت وحيدا, بعد أربعة أشهر تم العثور على جثثته قرب بحيرة تسمى,'وينتيتيتكا' في 'محمية دينالي', ميتا بسبب الجوع و وزنه حوالي 30 كلغم,سنة 1993 تم نشر قصته في مجلة أمريكية.
سنة 1996 قام جون كرواكر,بنشر كتابا باسم: 'في البرية' و سنة 2007 قام شون بين باخراج فيلم يحمل نفس الاسم, من بطولة الشاب اميل هيرش الذي قدم أفصل ادواره على الاطلاق, فهو تعمق بشكل كبير في الشخصية و جسدها على أحسن ما يرام.

قوة الاداء و حبكة القصة تجعلك تشهد مزيجا مميزا من رحلة البحث عن الذات المختلطة بمشاعر متناقضة,امتزجت مع موسيقى ادي فيدر المميزة, التي ناسبت الفيلم بشكل رائع.


The Motorcycle Diaries 2004

سنة 1952, طالب الطب ذو ال23 سنة:ايرنستو غيفارا دو لا سيرنا , و قبل فصل واحد من التخرج من الكلية الطبية, يقرر الذهاب في رحلة بالدراجات النارية مع صديقه طالب الكيمياء ألبيرتو غرانادو ذو ال29 سنة.
انطلقت رحلتهم التي امتدت لأكثر من ثمانية ألاف كلم عبر أمريكا الجنوبية كلها انطلاقا من عاصمة الارجنتيني بوينس أيريس, أثناء رحلتهم رأوا امورا لم يسبق لهم رؤيتها بل قرؤوا فقط عنها في الكتب حول القارة التي يعيشون فيها.
نهاية الرحلة تتوافق مع عيد ميلاد ألبيرتو الثلاثين فيقيم الحفلة في الجهة الاخرى من القارة و بالضبط في كاخيرا بيننسولا بفنزويلا. الرحلة لم تكن سهلة أو بسيطة, فهم لقوا الكثير من المطبات , اما تعطل الدراجتين الناريتين او نقص المال,و العديد من الامور الأخرى. الفيلم به كثير من الامور الجميلة التي تحفز المرء على اكتشاف العالم بنفسه و البحث عن رحلة خاصة يتعرف بها على ذاته و عالمه.الفيلم يأخذك في رحلة عبر العديد من الدول الأمريكية الجنوبية لتتعرف على أمور لم تعرفها من قبل,و تجعلك ترافق الشابين في رحلتهما, طريقة التصوير كانت مميزة و منحت العمل مصداقية و واقعية كبيرة, كالتي وقعت تماما.

The Sea Inside 2004



رامون سامبيدرو,صياد سمك من مدينة غاليسيا باسبانيا, يصيبه الشلل و هو في ال25 من عمره, بعد حادثة غوص,فهو قفز من منحدر يطل على البحر الاطلسي, لكنه لم يعرف ان الماء ضحل و توجد صخور, فبعد أن سقط سقط على راسه مما أذى عموده الفقري و جعله غير قادر على التحرك من عنقه الى أخمص قدميه,فقضى ال29 سنة اللاحقة في الدفاع عن حقه في الانتحار,رامون قدم قضيته لكل محاكم اسبانية و الهيئات العليا للقضاء و حتى محكمة قانون حقوق الانسان بستراسبورغ, متحججا أنه مقتنع بقراره , و مع العلم أنه غير قادر بدنيا على القيام بالأمر لذا كان يحتاج الى قرار قانوني لانهاء حياته.

يوم 12 يناير 1998 مات بيدرو بعد ان أعطيت له جرعة من سم سيانيد البوتاسيوم,صديقته المقربة رامونا مانيرو, يتم القبض عليها بتهمة المساعدة في الانتحار, لكن أطلقت بسبب نقص الأدلة, لكن بعد سبع سنوات اعترفت في برنامج تلفزيوني انها قامت بذلك لكن بدافع الحب. و قالت أنه قبل أن يشرب السم ترك وصيته في فيديو سجلته بنفسها. مع العلم أنه كان قد كتب كتابا اسمه "رسالات من الجحيم" به العديد من القصائد, و الكتابات المتنوعة و كذا رؤيته للعالم من وجهة نظره.
سنة 2004, قام المخرج التشيلي أليخاندرو أمينابر باخراج الفيلم الاسباني The Sea Inside.من بطولة المبدع الاسباني خافيير باردم,الفيلم الذي نال جائزة اوسكار أفضل فيلم أجنبي, كما شهد تالقا فريدا من نوعه للمثل الموهوب خافيير باردم و لقى نقدا ايجابيا واسعا.

The Pianist 2002

اخراج رومان بولانسكي,و بطولة ادريان برودي, القصة هي حول بولندي يهودي, و عازف بيانو موهوب, يشهد تدمير عاصمة بولندا على يد النازيين, و ترحيل عائلته الى مخيمات الأسر, المدينة تم تحويلها الى المخيم المشهور "وارساو غيثو" الذي وضع فيه أكثر من 400 ألف يهودي "حسب قولهم", البولندي يتمكن من الهرب و الاستمرار في العيش في أنقاذ المدينة المدمرة.

Schindler's List 1993

اخراج ستيفن سبيلبرغ, و بطولة ليام نيسون,رالف فيين و بين كينغسلي.
القصة تدور في بولندا أثناء الحرب العالمية الثانية, حيث هناك رجل اعمال ألماني شجع يحول مصنعه لملجأ لليهود,لكنه يتغير بعد مشاهدته لمعاناتهم فيقرر انقاذهم و مساعدتهم على الهرب.
_____________________________________

ما يعجبك في اليهود أنهم لاطالما أقنعوا الناس بطريقتهم الخاصة, هم عرفوا قوة الاعلام لذا استخدموها, فهم لم ينتظروا ان يتعاطف معه العالم, بل ذهبوا اليه لكي يتعاطف معهم, مولوا و عملوا من أجل أن تكون لهم صورة حسنة في العالم, و العرب جلسوا يتفرجون و ينتظرون, لو اننا كنا نملك نفس العقلية لرأينا أن الكل متعاطف معنا,هناك محاولات عديدة من مخرجين عرب تستحق الاحترام, لكن الامر يحتاج الى الكثير و الكثير من الدعم الاعلامي و المادي و البشري.




The Great Escape 1963


قصة مبنية على أحداث واقعية,مجموعة من جنود التحالف يحاولون الهروب من مخيم اعتقال,يمكن القول ان العمل منقسم الى جزئين, جزء اول كوميدي تدور أحداثه في السجن و جزء ثاني فيه المغامرة و الاثارة بعد هروبهم و محاولتهم الخروج من اوربا المحتلة.
اخراج: جون ستراج. بطولة: ستيف مكوين, جيمس غارنر و ريتشارد أتنبوروف.

أترككم مع مراجعة مميزة للفيلم, بقلم الأخ المشرف عمار "gladiator89 ":
_______________________
يوجد الكثير من الأفلام التي تم إنتاجها عن الحرب العالمية الثانية والأحداث الكثيرة التي حصلت أثناءها ولا سيما العمليات العسكرية والحربية وتجسيد القتال بين دول المحور بقيادة ألمانيا النازية، وعلى الجهة الأخرى جيوش الحلفاء. ولكن نادراً جداً ما نرى قصة درامية تبتعد عن النواحي الحربية الصرفة وترينا أحداثاً تتعلق بالحرب العالمية الثانية ولكن تتعامل معها كسبب وليس كحدث لما يجري أمامنا.

قصة الفيلم تدور حول خطة هروب سجناء من ضباط قوات الحلفاء الذين تم أسرهم أثناء الحرب ثم جمعهم في معتقل واحد بحراسة مشددة عليهم نتيجة محاولاتهم العديدة للهرب ونشر الفوضى في صفوف الألمان، ولذلك فالمهمة هذه المرة تنطوي على خطورة كبيرة وصعوبة شديدة في تخطي الكم الهائل من الحراسة والمراقبة الصارمة التي وضعت عليهم. وطبعاً هذه القصة مبنية على أحداث حقيقية تم تصوير الكثير منها في الفيلم كما جرت على أرض الواقع إلا من بعض التعديلات البسيطة التي لم تغير من الأحداث الأساسية الكثير.

أولى نقاط قوة الفيلم تكمن في تعدد شخصياته وتنوعها لتدعم بذلك قيام قصة فيها الكثير من التفاصيل الدقيقة التي لا يتم إغفالها عن المشاهد، بل على العكس تماماً نرى في الفيلم كل التفاصيل والأحداث الصغيرة التي تفيد في تصور الخطة الكاملة للهرب، وتوزيع المهمات على الشخصيات الكثيرة في الفيلم، والتي كان لكل منها دور في المخطط الكبير فهناك المخطط والمدبر والمزور والسارق والحفار والخياط والحراس والعمال وفريق التمويه والمراقبة ، وكل شيء محسوب بدقة حتى نصدق مدى احترافية هؤلاء السجناء الأذكياء الذين يفترض أنهم ضباط وطيارون وقادة في جيوشهم الوطنية قبل أن يتم أسرهم. ولذلك كانت قصة الفيلم من ناحية الشخصيات والحبكة جيدة بشكل كبير وتؤدي الغرض المطلوب.

الشيء السلبي أن كثرة هذه الشخصيات أدت لزيادة مدة عرض الفيلم بشكل كبير لأن النص السينمائي الدرامي ركز على الحوارات وعرض الشخصيات المتنوعة، ورغم أنه هذه لا يمكن اعتبارها سلبية أساسية إلا أن المشاهد سيتعب حتماً من مشاهدة الفيلم الطويل جداً والذي تقترب مدته من ثلاث ساعات. وخصوصاً أن أول ساعتين هما للتخطيط والساعة الأخيرة هي للتنفيذ والهروب، وعلى الرغم من أن الساعة الأخيرة هي الأهم والأكثر متعة وإثارة في الفيلم إلا أن طول المدة التي تسبقها تؤدي إلى وصول المشاهد بشيء من التعب إلى نهاية الفيلم الطويل.

الفيلم من الناحية التقنية مميز جداً فهو قد ترشح إلى جائزة أوسكار لأفضل مونتاج كما لا يمكن إغفال جمال الموسيقا والتصوير واستخدام الإضاءة فيه، وأخيراً أداء الممثلين محكم ومتوازن ويؤدي الجميع دورهم بإتقان. ويظهر في الفيلم عناية كبيرة بالتفاصيل المهمة مثل ملابس الجنود متقنة الصنع والتركيز على الأجواء النازية بتجسيد ضباط من الجستابو الألماني، ويكتمل هذا بالتركيز على اختيار مواقع التصوير المناسبة التي تظهر الريف الألماني والمدن الألمانية الأخرى خلال الحرب العالمية بكل معالمها الجميلة مثل القطارات البخارية الكبيرة والبيوت التي تتميز بطابع فريد ومشاهد ريفية مميزة تظهر خلال عملية المطاردة المثيرة للضابط الأمريكي "هليتز" من قبل النازيين، وهذا التنوع يعطينا متعة جيدة عند التنقل بين هذه المواقع كلها.

حبكة الفيلم على الرغم من قوتها إلا أنها لم تكن خالية من أخطاء كبيرة وملحوظة، فمثلاً عند إلقاء القبض على الأمريكي "هيلتز" خارج نفق الهروب لا يكون من الممكن هروبه مرة أخرى، ولكننا بعد عدة دقائق نراه هارباً في مكان بعيد جداً عن المعتقل وهذه ثغرة كبيرة لم يكن ينبغي الوقوع بها ولكن الواضح أن المخرج أراد أن يرينا مغامرة الهروب المثيرة لـ "هيلتز" على الدراجة الآلية وهذا المشهد تحول فيما بعد إلى أحد أشهر المشاهد المثيرة في كلاسيكيات الستينات. كما أن بعض الأحداث الأخرى فيها بعض المبالغة مثل طريقة إعدام الهاربين الذين تم إلقاء القبض عليهم وخصوصاً إذا عرفنا أنهم في القصة الأصلية لم يعدموا بهذا الشكل الجماعي بل بشكل متفرق.

وأخيراً كنتيجة نهائية نرى أن هذا الفيلم يتخطى بقصته وتنفيذه الإخراجي الكثير من الأفلام الأخرى التي تم تقديمها في الستينات ويظهر تفوقه في الكثير من المجالات التقنية والفنية، ولا ننسى أنه يرينا قصة حقيقية مصاغة بقصة درامية جيدة فيها كل التفاصيل الدقيقة والمهمة التي تجعلنا نعيش الحدث الكبير ونعاينه عن قرب، ولذلك فهذا الفيلم مميز رغم سلبياته ويعطي متعة وإثارة رائعة بالنسبة لفيلم كلاسيكي قديم..

تقييمي: 8.5/10

______________________

The Insider 1999

بطولة المبدعين ال باتشينو و راسل كرو,و اخراج مايكل مان, الفيلم مبني على أحداث حقيقية , حول عالم كيمياء يقوم بالظهور في البرنامج الامريكي الشهير "60 دقيقة" ليفضح شركات التبغ , مما يجعله عرضة لهجوم شخصي و مهني كبير من طرف تلك الشركات,و ملاحقة قضائية بعد حديثه في البنامج الحواري.

كرو لعب دور الكيميائي جيفري ويغاند,و قدم اداءا مميزا كعادته, فربما كنت تلك انطلاقته و تحضيره لدوريه اللاحقين ماكسيموس و ناش,ال باتشينو و كريستوفر بلامر لعبا على التوالي دور المسؤولين عن البرنامج الحواري:لاول بيرغمان و مايك والاس, حضور مميز لهؤلاء الثلاثة, و انسجام ما بينهم أعطى صلابة للفيلم و جعله يبدو كأنه وثائقي و ليس فيلم.العمل رشح ل7 جوائز أوسكار, و لم يفز باي واحد منها للأسف.

من البداية الى النهاية يجعلك الفيلم متلهفا و منتظرا ماذا بعد ؟ و رغم ان مدته الزمنية تتجاوز الساعتين الا ان العمل ممتع و مميز و تحس بمرور الوقت بسرعة, تم اخراج الفيلم بشكل رائع, كما أن زوايا التصوير كانت كلها منتقاة بشكل احترافي و تم تقديمها بشكل ذكي للغاية لتانسب حدة الحوار و تسلسل الاحداث السريع.


My Left Foot 1989

داني داي لويس يبقى العملة الصعبة في لائحة الممثلين, ممثل مميز يعرف ماذا يختار, افلامه قليلة لكن أدواره خالدة و جوائزه كثيرة, رجل متميز و متفان ياخذ وقته و يقدم ما لديه بشكل رائع للغاية, دوره ك"كريستي براون" في الفيلم واحد من أفضل أدواره الراقية.

كريستي براون ابن عائلة ايرلندية فقيرة, يعاني من شلل نصفي طال كل أطرافه الا رجله اليسرى,أمه السيدة براون هي الوحيدة التي امنت أنها ابنها طفل ذكي و ذو عقل كبير و طيبوبة في حين اعتبره أبوه و اخوته عالة عليهم, كريستي يتحدى كل شئ و يصبح رساما و كاتبا و كل ذلك اعتمادا على رجله اليسرى.

داي لويس أخذ الاوسكار عن دوره, و بريندا فريكر التي لعبت دور أمه فازت باوسكار أفضل ممثلة مساعدة, هذه المرأة التي قدمت عملا رائعا, فهي رغم اعاقة ابنها اظهرت حبا و عاطفة كبيرتين له و دعمته طوال حياته الى أن فارقته, من اجمل علاقات الامومة التي رأيتها في أي فيلم اخر.

فيلم يستحق شرحا و تحليلا أكثر, لكني أفضل أن أتوقف و أنصح بمشاهدته لا غير, لانه رحلة استكشافية تستحق ان يبدأها المرء دون معرفة مسبقة, لما يحمله من قيم انسانية سامية و كينونة فنية عالية الجودة.


October Sky 1999

في الخمسينيات, بقرية اسمها كولوود, يوجد منجم فحم,هومر هيكمان طفل صغير له أحلام كبيرة, لكن مصيره أن يعمل مع أبيه في المناجم, لكن في أكتوبر سنة 1957,بعد اطلاق أول قمر صناعي في الفضاء, يقرر الطفل الصعير انه يريد أن يعمل في مجال الصواريخ,فيعمل مع مجموعة مع رفاقه على صنع صواريخ تجريبية صغيرة, لدراسة حركتها و مداها,رغم ان أوليائهم يعتقدون انهم يضيعون وقتهم في أمر تافه.

لكن هناك شخص واحد يتفهم شغفهم و هو أستاذ في احدى ثانويات القرية,الذي يقدم لهم دعما معنويا كبيرا و يخبرهم أنه بامكانهم ان يكونوا علماء صواريخ يوما ما, قصة جميلة للغاية, تناسب كل شخص حالم و له طموحات في هذا العالم. كريس كوبر قدم اداءا مميزا في الفيلم, حوارات بسيطة و جميلة.


A Beautiful Mind 2001

راسل كرو واحد من الممثلين العزيزين على قلبي, السبب هو هذا الفيلم و فيلم "المصارع", قوة أدائه, حضوره الذهني, تعابيره و موهبته الدرامية الفريدة من نوعها, كرو جسد عالم الرياضيات و الاقتصاد الأمريكي الشهير "جون ناش" الحائز على جائزة نوبل سنة 1994, رغم أنه مريض بفصام الشخصية الا انه استمر في عطاءاته و لم يفقد الامل.

راسل كرو جسد جون ناش, اد هاريس كشخصية خيالية في عقل ناش, و جنيفر كونلي كزوجة ناش,طاقم مميز للغاية, قدم واحدا من أفضل أفلام الألفية, كرو يبقى العلامة المضيئة بادائه الذي رشح به للأوسكار, لطالما قالوا أن العباقرة حكم عليهم بالوحدة و الجنون, و هذا ما نراه في الفيلم فناش في البداية كان رجلا وسيما ذكيا رغم أنه منعزل الا أنه ذو شخصية جذابة, يلتقي بزوجته في احدى محاضراته و من ثم يتزوجها, الا ان الامر ما تلبث أن تصبح أكثر صعوبة عليهمما , بسبب مرض ناش و تخيله لأمور لا توجد, رغم كل هذا فزوجته أليسسيا, تبقى وفية له و تدعمه الى النهاية, هناك الكثير من الدراما المميزة في الفيلم, أحداث تحبس الانفاس, لقطات جميلة مرورا بالتي تظهر عبقرية ناش الى مواعيده المميزة مع أليسيا, لقطات أخرى تظهر معاناة الزوجين, مثلما كاد ناش ان يغرق طفله الرضيع في المغطس.

عمل به نوع من الدراما السوداوية لكن رغم ذلك هناك لحظات دافئة و مضحكة و شاعرية,فيلم يظهر أن مهما اختلفت المستويات التعليمية و الاجتماعية فالمعاناة تبقى واحدة, الفيلم يعلم أيضا ان الشغف عنصر مهم في حياة كل واحد, فهو مطلب أساسي للنجاح في كل ميادين الحياة, فبدونه لا يكون هناك مثابرة و كفاح في سبيل ما نريده. المؤسف في الأمر أن كرو لم ينل جائزة الاوسكار على دوره الخالد.فيلم ينصح به كثيرا فهذه النوعية نادرة للغاية.


Awakenings 1990

قصة جميلة لكنها حزينة, الفيلم حول طبيب لديه مجموعة من المرضى النائمين في غيبوبة, يشفق عليهم كثيرا, و بعد اكتشافه لمصل قد يكون علاجا يجربه على رجل سقط في الغيبوبة عندما كان يافعا, بعد نجاحه على المريض الأول, يفيق المرضى لنعيش أحداثا مثيرة تتمثل في معاناتهم مع ظروفهم و عائلتاهم.

فيلم قد يبكيك كثيرا لما فيه من أمور حساسة, فيلم يعلم المرء كيفية تقدير الحياة و اعاطئها حقها, فنحن محظوظون لما لدينا, و يجب أن نتعلم كيف نقدر الامور البسيطة.و نعيش شاكرين لذلك.

أداء مميز للغاية من الثنائي روبرت دي نيرو و روبن ويليامز. عمل يستحق المتابعة.



Goodfellas 1990


أفلام المافيا, تكون دائما مميزة للغاية لانها تضم مزيجا كبيرا من الدراما و الأكشن و الاثارة و الرومانسية أحيانا, لكن قليلة هي تلك الأفلام التي قدمت لنا فرجة مميزة, اذا ما نظرنا فيمكن عد الأفلام المميزة على الأصابع, هناك العراب,المشتبه بهم المعتادون, كازينو, الراحل,أمريكان غانغستر و رفقة طيبة, ما يميز الأخير ان أحداثه مبنية على قصة واقعية و رواية نيكولاس بيلغي "رجال حكماء".

هنري هيل شخصية حقيقية تورطت مع لمافيا لثلاثة عقود منذ صغره,لنعيش معه صعوده في تلك المنظومة الاجرامية, ما يميز الفيلم اخراج مارتن سكوريزي المميز, و قوة أداء روبرت دي نيرو, راي ليوتا و جو بيسكي الذي نال أوسكار أفضل ممثل مساعد, لما قدمه في الفيلم, فهو ظهر كشخص مجنون مضطرب و عنيف لا يتفاهم, دوره ان رائعا و قد قدم عملا رائعا فهو لم يترك أحدا و الا أشبعه ضربا و سبا و شتما, كما ان طريقة تحدثه السريعة و لكنته الطريفة أكملت الكرنفال.بول سورفينو هو الاخر كان اضافة مهمة حيث جسد روح العائلة بين هؤلاء المجرمين.

راي ليوتا كان خيارا مميزا لشخصية هنري هيل, فهو أظهر براءة في البداية و من ثم نرى تلك البراءة تتبدد مع مرور الوقت ليحل محلها العنف,تعابيره وجهه احيانا مميزة للغاية و تبقى راسخة في الذاكرة و بالاخص مشهد قتله لرجل بضربه المتكرر بمسدس.خلاصة القول واحد من أفضل أفلام التسعينيات.

Catch Me If You Can 2002

عندما تبحث عن فيلم مميز و ترى أن المخرج هو ستيفن سبيلبرغ و البطلين هما توم هانكس و ليوناردو دي كابريو, فما عليك سوى تحميل الفيلم و مشاهدته في أقرب وقت دون تردد, ما يزيد الأمر روعة هو القصة الحقيقية الفريدة من نوعها. في الستينيات شاب يبلغ من العمر 16 سنة, اسمه "فرانك أباغانيل جونيور", يقوم بالسفر بين 26 بلدا, بحوالي ثمان هويات مزورة منها طيار بشركة بان أم, مدعي عام , طبيب و عميل بمكتب السجون الأمريكية.يقوم بدفع تصاريف كل شئ من سفر, فنادق و ملذات الخ بواسطة شيكات مزورة قدرت قيمتها ب2,5 مليون دولار. قام بكل هذا قبل أن يبلغ ال21 و من ثم بعد قضائه خمس سنوات في السجن, أصبح خبيرا في تحقق صحة الشيكات في الحكومة الفيدرالية الامريكية.

ليوناردو ديكابريو يثبث مرة أخرى أن شهرته قائمة ليس فقط على مظهره بل موهبته الكبيرة, قام بدوره بشكل انسيابي و جميل و جعلك تتعاطف معه في الأحداث, هانكس هو الاخر كان جيدا للغاية,كريستوفر والكينز الذي مثل دور أب فرانك كان مبدعا هو الاخر في واحد من اجمل أدوراه.فهو و ديكابريو جسدا لنا علاقة أب و ابن مميزة للغاية مليئة بالمشاعر.

المسؤول عن التصوير جانوسز كامينسكي قدم لنا صورا جميلة, باضاءة مميزة و الوان غير مبالغ فيه, مع العلم انه سبق له العمل مع سبيلبرغ في العديد من أعماله السابقة, هناك العديد من المشاهد المميزة التي تظهر موهبة صاحب الكاميرا منها زاوية سطوع الشمس في مطبخ فرانك و بالضبط أثناء وجود أبيه, كما لا ننسى أن فرانك الحقيقي ظهر في الفيلم و لكن جسد شخصية شرطي فرنسي, المهم ان العمل مكتوب بطريقة متقنة, اخراج رائع و اداء أروع من طاقم مزج بين الخبرة و الشباب.


The Basketball Diaries 1995

في موقع IMDB قرأت أحد التعاليق الجميلة التي تقول:"لو أن الحكومة الامريكية أرادت توعية الشباب حول خطر المخدرات, فما عليها سوى عرض هذا الفيلم في جميع الثانويات بالبلد".

اخراج سكوت كالفريت و بطولة ليوناردو دي كابيرو, الذي مرة أخرى يقدم اداءا مميزا, كبير يا ليو.

الفيلم يأخذك في رحلة توعوية مهمة, تعيش مع شخصيات يافعة تغلغلت الى عالم المخدرات و العنف بشكل متأني, يجعلك تتعلق بالشخصيات, و تحزن لهم بعد أن رموا مستقبلهم اللامع في كرة السلة من أجل حفنة من المخدرات. الفيلم المبني على أحداث واقعية.و قدم جرعة واقعية لما يحصل لمن يذهب في طريق المخدرات, فيلم سوداوي نوعا ما لكنه مفيد في نفس الوقت.


The Social Network 2010

"ديفيد فينشر" صاحب الأفلام رائعة مثل نادي القتال," سفن" و القضية المحيرة لبنجامون باتن. يعود هذه المرة على غير عادته بفيلم تحفة اكثر قربا للواقع فبعد ان اعتدنا منه كل ما هو غريب و خيالي و لا يصدق, يقدم لنا فيلما مبني على فترة معينة لحياة مارك زوكربيرغ مؤسس الفايسبوك أثناء دراسته بهارفارد. "فينشر" أكد للكل أنه رقم صعب في السينما, فهو أخرج عملا دراميا واقعيا بلمسته الخاصة رغم انه ليس من أصنافه التي تميزه.

الفيسبوك أكبر شبكة اجتماعية الان. التي يفوق عدد مستخدميها حسب اخر الاحصائيات 800 مليون مستخدم, حيث نصفهم يزور حسابه بشكل يومي, و لكل مستخدم متوسط أصدقاء يصل الى 130 صديق. أرقام مذهلة لكن مرعبة في نفس الوقت مع العلم أن الموقع ظهر فقط في فبراير 2004 كشبكة اجتماعية لجامعة هارفارد من اختراع زوكيربرغ و مجموعة من رفاقه, تقدر قيمة الموقع حاليا ب27 مليار دولار.

في بداية الفيلم نرى موعدا بين بطلنا و صديقته, مشهد صراحة يجب ان يدخل في لائحة أجمل المشاهد في السينما, حوار به الكثير من الكلام و
المضامين, ينتهي بانفصال ما بين اريكا و مارك بعد مشادات خفيفة و ملاسنات من أفضل ما رأيت.المزيج المميز من الكوميديا و الدراما و الاثارة , جعل الفيلم من أفضل أفلام تلك السنة المميزة, و حقق له ثلاث جوائز أوسكار في كل من العناصر التالية: أفضل موسيقى تصويرية, أفضل سيناريو و أفضل تحرير.

بالنسبة ل"جيسي ايزبرغ" لنقل أنها بمثابة انطلاقة له ان أراد صنع تاريخ لنفسه, فالفتى لديه موهبة كبيرة, رغم انه كان دائما يظهر في الافلام الشبابية الا ان فينشر وفق في اختياره تماما, فليس فقط الشبه بينه و بين مارك زوكيربغ كان وراء ذلك, بل حتى موهبته و ادائه المميز الذي رشح عنه لأوسكار أفضل ممثل رئيسي, طريقة الكلام, طريقة التحدث, تعابير الوجه الباردة, دائما صارم لا يضحك, عبقرية في الكلام, التفكير و التنفيذ. اداء لا يمكنني نسيانه لهذا الممثل الشاب.

فينشر كعادته قام بعمل ممتاز, الفيلم يسير بخطى متناضة ما بين الحاضر و المستقبل, فكل مرة نرى حدثا اما في فترة بعد اختراع الفيسبوك او قبله او أثناءه, الامر الذي يجعلك مركزا بشكل كبير على الأحداث. هناك لقطات جميلة للغاية و مبهرة تجسد عبقرية مارك , أهمها بعد عودته ثملا بعد انفصاله عن اريكا نراه يكتب في مدونته, و يعبر عن ما يخالجه, فاذا به يبدأ قرصنة مواقع الجامعات لأخذ صور الطالبات من أجل وضعهن في موقع يقارن بين من هي أجمل بينهم,مع شرح كيفية القيام بذلك, فكرته التي طبقها في نفس الليلة مع أنه ثمل, و حقق بها 22 الف زيارة في ليلة واحدة , و هو رقم مذهل كان سببا في انهيار شبكة الانترنت الخاصة بهارفارد. مشهد اخر في الجامعة حينما كان يشرح بروفيسور الخوارزمية و طريقة ملأ شرائح الذاكرة , يتلق مارك ورقة فيها سب له من طرف طالبة في نفس القاعة, بسبب ما قام به حول مقارنة فتيات الجامعة, نراه يجمع ملتزماته و يهم بالرحيل, البروفيسور كان قد طرح سؤالا و عندما رأى مارك مغادرا قال له أنه لا باس و أن الجميع يجد صعوبة في فهم الدرس أو حتى النجاح فيه, فاذا بمارك يقول بصوت منخفض اجابة السؤال الذي طرحه, وسط دهشة الكل,مشهد مذهل بشكل عبقري, ليؤكد ان العبقرية حكم عليها بالوحدة و الغربة.

في الفيلم أيضا نرى تيمبرلايك الذي يجسد شخصية شون باركر صاحب أشهر موقع لتحميل الموسيقى أنذاك Napster و الذي لا زال موجودا حتى الان رغم عدد القضايا التي رفعت بحقه بتهمة السرقة الفنية الى غير ذلك.كما نرى محاضرة لبيل غايتس و كيف انه قال ان "بيل غايتس" القادم يمكن ان يكون حاضرا في نفس المحاضرة و بالفعل كان ذلك صحيحا, فمارك زوكيربغ كان حاضرا أنذاك.
الفيلم عالج بشكل مميز الطموح و الصداقة هذان الأمران اللذان لم يتفقا يوما, ففي الفيلم نرى عدة قضايا ذهبت الى المحكمة اما بسبب الطمع او الطموح الذي ليس له حد. فكما يبدو فعندما يتعلق الأمر بالنفوذ و القوة و المال, فلا يوجد أصدقاء.
بالمجمل العمل من أفضل ما شاهدت , اخراج متقن و طاقم تمثيلي شاب مميز للغاية و قصة نجاح مميزة. فلا شئ مستحيل في هذه الحياة.

The Pursuit Of Happyness 2006

ويل سميث و جايدن سميث, أب و ابن في الواقع و في الفيلم المبني على وقائع, كما يقولون تلك التفاحة من تلك الشجرة, أداء رائع للغاية من عائلة سميث في الفيلم, الذي هو مزيج مميز من الدراما و معاناة الناس المعاصرة مع توفير المسكن و الملبس و المأكل في وقت أصبح فيه كل شئ صعبا و أصبحت الدنيا قائمة على نظام قد ينهار في أي لحظة, أصبحت فيه الهوة بين الغني و الفقير لا تصدق, و أصبحت تعيش أمورا مجنونة ان لم تتبعها تصبح اميا و جاهلا و رجعيا.

الفيلم من الأفلام الجميلة التي تتعلق بذهنك, و تجعلك تفكر كم انت محظوظ حقا في هذه الدنيا, فيلم أظن أنه غير حياة الكثيرين, فيلم يبكيك حينا و يضحكك حينا و يجعلك تقف تصفيقا حينا اخر, الفيلم يجسد معاناة مواطن أمريكي ابان الثمانينات في سان فرانسيسكو, حيث كان يبيع أجهزة الفحص ب"الأشعة السينية" متنقلة, التي تستخدم في المستشفيات, كريس غاردنر الذي هو حاليا صاحب شركة أفلام خاصة به و متحدث تحفيزي, استفاد من تجربته الكثير و أصبح واحدا من رموز الامل و الصبر و الكفاح في أمريكا, فهو قد عاش لفترة كمتشرد دون طعام و مسكن, انتقل من السكن في الكنائس الى المراحيض العامة, فيلم يستحق الكثير من المدح, لكن أفضل ما يمكن ان أقوله لكل من لم يشاهده شاهده في أقرب وقت, لانه يغير وجهة نظر كل منا للعائلة, المجتمع و الاقتصاد.

غابرييل موتشينو الذي عمل من بعد مع ويل في فيلم سبعة باوندات, قدم عملا تحفيزيا جميلا, قصة تجعلك تعتبر منها و تتعلم الكثير.


Munich 2005


ستيفن سبيلبرغ في عمل مميز اخر, "ميونيخ" الذي هو مبني على أحداث واقعية تتعلق بمنظمة "سبتمبر-أيلول الأسود" و هي منظمة فلسطينية كانت هي المسؤولة عن عملية "ميونخ" التي أدت إلى مقتل 11 رياضيا إسرائيليا في دورة الألعاب الأولمبية لعام 1972 في ميونخ بألمانيا، واغتيال رئيس الوزراء الأردني وصفي التل في القاهرة في 1971 الذي حملته جماعة أيلول الأسود مسؤولية أحداث أيلول الأسود حيث كان رئيس الوزراء ووزير الدفاع خلال أحداث شهر ايلول سبتمبر 1971، حين تصادم الجيش الأردني مع قوات منظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت متمركزة آنذاك في الأردن، وطرد أفرادها على أثره من الأردن، وتشكلت على إثر ذلك هذه المنظمة.

لن أدخل في السياسة فحبنا لفلسطين يفوق كل شئ, لكن سبيلبرغ قدم عملا مثيرا للجدل,فهو دخل في الموضوع مباشرة دون مقدمات, و قدم لجمهوره فيلما يضع الملح على الجرح, و يضع الامور بشكل مباشر دون تريث او مراعاة, القصة هي حول خمسة أشخاص كلفوا بملاحقة المسؤولين عن عملية ميونيخ مع تحفظي على الفيلم.



Raging Bull 1980

الثور الهائج, اخراج مارتن سكوروزي, و بطولة روبرت دي نيرو,واحد من أفضل أفلام الثمانينات و السينما الأمريكية,

القصة هي حول الملاكم الأمريكي المشهور جياكوبل لاموتا المعروف بجاك لاموتا, و الذي يلقب ب"ثور برونكس", كان بطلا في ملاكمة الوزن المتوسط,صاحب أرقان مميزة حيث فاز 83 مرة 30 فيها بالضربة القاضية, خسر 19 مرة و تعادل فقط 4 مرات, مع العلم أنه أول ملاكم يتغلب على الملاكم الأفريقي الأمريكي شوغار راي روبنسون, في الفيلم جسد شخصية لاموتا روبرت دي نيرو الذي اضطر الى زيادة وزنه بحوالي 28 كلغ لكي يناسب الدور, القصة حول ملاكم جيد في الحلبة لكن سيئ في الحياة الاجتماعية, فهو لا يعرف كيف يكون رجل بيت جيد أو شخصيا رزينا في المجتمع, ضربه المستمر لزوجته دليل اخر على شخصيته الغير المتزنة, أخوه جوي , هو الشئ الجيد في حياته الى جانب الحلبة. الحوارات مميزة للغاية و غنية, اخراج رائع من مارتن و أداء رائع من دي نيرو.


The damned United 2009

من اجمل مشاهداتي الرياضية, فيلم مميز حول الطموح و الصداقة, القصة هي حول براين كلاف المدرب الشاب العبقري بعد مصيرته التاريخية مع نادي "ديربي" و حصوله على لقب الدوري الانجليزي رغم صعوده للتو من دوري الدرجة الثانية, يتم تنصيبه كمدرب لفريق "ليدز" خلفا لدون ريدي الرجل الذي لم يتفق معه في طريقة تدريبه و أسلوب لعبه, حيث كان يتهمه أن فريقه لا يلعب كرة قدم جميلة و أن لاعبيه دائما ما يخدعون الحكام و يستخدمون العنف المفرط في الملاعب, رغم حنكته الا أنه يواجه العديد من المشاكل مع اللاعبين و ادارة النادي.

في ساعة و نصف تنغمس في سبعينيات القرن الماضي بانجلترا, لتعيش مع براين أكثر فتراته ابهارا و ايضا الأكثر تعاسة,تعيش جو و حماس الدوري الانجليزي أنذاك, بحسنه و سيئه, تعيش اجواء المشجعين و الاعلام و اللاعبين,رغم قصر الفيلم و مرور الوقت بسرعة لا تصدق, فانت تحس انك عشت تجربة فريدة من نوعها, شخصيا أعتبر ان هذا أفضل فيلم درامي حول كرة القدم, لانه مزج الدراما بالرياضة بشكل مميز,فأعطتنا مزيجا مثيرا و جذابا, فيلم أبدع فيه المخرج و المصور و الطاقم التمثيلي, لأنك تحس كأنك تشاهد وثائقيا , عن احدى الفترات الكروية التاريخية.

كلنا نعلم أن السينما أبخست حق كرة القدم في أفلامها, كنت أفكر في هذا الامر دائما بعد مشاهدة أي عمل حول ذلك,لكن توم هوبر الحائز على جائزة أوسكار لفيلمه "خطاب الملك", وجد لنا حلا للأزمة,لنقل أن الفيلم لم يركز على كرة القدم فقط , بل الجميل في الأمر أنه عالج الكبرياء, الشجع, الطموح, النجاح,الفشل,الصداقة و الحب في اطار كرة القدم.

في كل مراحل الفيلم لم يتم التركيز على المباريات كثيرا, ففي معظم الوقت نرى اما حوارات بين براين و زميله بيتر, أو بينه و بينمدير النادي أو اللاعبين او نقاش أسري أو اداري, و بشكل جميل تم التركيز على ملامح كل شخصية, الممثلون منحوا كل ما لديهمو يجعلون المرء يعيش معهم الأحداث كونهم جسدوا الأحداث بشكل مبهر.

الفيلم كما ذكرت يعالج أمورا عديدة أهمها الطموح الأعمى و الشجع, و كذا غرور براين كلاف رغم طيبته الداخلية,كما انتقد الفيلم بعض الامور مثل عادات لاعبي الكرة القدم أنذاك من خشونة و استهتار و كذا الاحتيال على الحكام .

الفيلم يتحدث بشكل أدق عن 44 يوما قضاها براين كمدرب لليدز يونايتد قبل أن يطرد, الاحداث مبنية على رواية ل"ديفيد بيس" بنفس الاسم, حيث كتب عن الأمور من وجهة نظره, لكن تبقى الاحداث الاساسية هي نفسها فقط اختلاف في التفاصيل و الشكليات.

طريقة مرور أحداث الفيلم مبهرة, فالمشاهد تحدث في ظرف زمني مدته 6 سنوات و بالضبط ما بين 1968 و 1974,لذلك قد تحتار بعض الشئ في البداية لان الامور ستختلط و قد تضيع ما بين الأزمنة, لكن بعد التعمق ستتضح الأمور بشكل أفضل.

حوارات الفيلم كلها جميلة و صريحة, و تجعلك مهتما و متتبعا لكل ما يقال و يجري,كما ان أكثر ما أعجبني في الفيلم هو تلك الانجليزية البريطانية الراقية و لكنة الممثلين, التي تمتع الاذان.

اعتبر أن مايكل شين قام بأفضل أدوار مسيرته كبراين كلاف, فهو بعبقرية جسد عناد,ذكاء, دهاء,سخرية,عيوب الكبير براين كلاف الذي رغم ما يتصف الا أنه يبقى أحد عباقرة التدريب في تاريخ الاندية الانجليزية, لأنه لم يسبق لاحد من بعده أن صعد بفريقين من الدرجة الثانية و حقق لهما العديد من الألقاب,عودة الى مايكل فقد أبدع كثيرا في الفيلم, من هذا يظهر مدى موهبته الدرامية, ففي العديد من اللقطات هناك لقطات مقربة لوجهه تحس أن الرجل يتعذب داخليا و تحس انه يعاني من حرب عسيرة في نفسه بين الحسد و الطموح الاعمى,الذي كاد أن يجعله يفقد كل شئ من عائلته و وظيفته و صديقه المقرب,مايكل جسد رجلا حالم, معقد الشخصية,طيب القلب, كثير السخرية و النقد,متكبر, بشكل رائع و فذ,لدرجة أنك تحس أن الامر أكثر من اللازم, فطريقة الكلام و المشي و الابتسامة تجعله نسخة أصلية عن براين,بل حتى انه جسد كاريزما براين بعينها, فلا تحس بفرق بينهما.

الفيلم تحس أنه قصير بعض الشئ, لأن الأمور تمر بسرعة و كثرة الأحداث تجبر الوقت على المرور سريعا,رغم ذلك فالقصة محبوكة بشكل جميل و كوميدي مع بعض الدراما الانسانية,التصوير كان رائعا و تحس أنك حقا في السبعينيات فطبيعة الالوان و المنازل و الملابس رائعة و تجسد تلك الفترةبشكل رائع, اجواء الملاعب هي الاخرى حماسية و مثيرة و تحس بانك تشاهد مباراة حقيقية رغم أنه لم يتم التركيز على هذا الجانب كثيرا.

الفيلم يعالج أمورا مهمة أهمها الطموح و النجاح و الطريق الصحيح للانجازات, فالمرء ان أصبح متكبرا و عنيدا و يقوده حسده او حقده فعيناه تصبح غير مبصرة للواقع الامر الذي يؤثر على حياته,كما ان قيمة الصداقة مهمة و كبيرة في الحياة و على المرء دائما أن يعي ماذا يقول و ماذا يفعل تجاه أصدقائه,لان في وقت الشدة لم تجد أحدا غيرهم لمساعدتك,الطموح سلاح ذو حدين فهو ممتاز من اجل بلوغ النجاح و قد يكون سببا في الهلاك اذا كان قائما على امور تافهة او غير واقعية او حتى رغبات سيئة.



J.Edgar 2011

ليوناردو دي كابريو الذي يظهر في عدة أفلام أعلاه عاد هذه السنة بفيلم اخر سينضم الى لائحته المميزة من الأعمال العظيمة, الفيلم حول مدير مكتب التحقيقات الفدرالية جون ادغار هوفر الذي استمر ل50 سنة في مركزه منذ 10 ماي 1924 الى ان مات سنة 1972, مدة طويلة لرجل يعتبر رمزا كبيرا في أمريكا القرن الماضي, الرجل الذي غير مفاهيم التحقيق الجنائي و التجسس و الكثير الكثير من الأمور مثل البصمات و غيرها, الرجل نفسه الذي استمر لأطول مدة في مركز مدير جهاز فيدرالي و الذي خدم تحت امرة 8 رؤساء أمريكيين من كالفين كوليدج الى ريتشارد نيكسون.جعل الاف بي اي واحدة من أفضل منظمات تطبيق القانون في العالم باكمله, بتنظيفها من الفساد, تعيين من يستحق و اخراج جيل مميز من المحققين و العملاء, كما أنه أثناء و قبل الحرب العالمية الثانية تمكن مكتبه من اسقاط العديد من الشبكات الجاسوسية الاجنبية, رغم كل هذا ففي السبعينيات تم اصدار تقارير بحقه في الكونغرس تتهمه بالمبالغة في استخدام القوة, كسب رضى الرؤساء بجمع معلومات فاضحة حول حياة معارضيهم.

كلينت ايستوود المممثل و المخرج الكبير أخرج الفيلم, للأسف لم أحظ بعض بمشاهدة الفيلم بسبب عدم توفر نسخ محترمة تناسب مكانة الفيلم.


كلمة شكر تفرحنا و ردودكم تشجعنا